بِرُوحِــيَ ، مَــن زارَني وهُــوَ خائِــــفٌ
كَــمَا اهْتَـــزَّ غُصـــنٌ فِــي الأراَكَـــةِ مَــائِـــدُ
وَمَــا زَارَ إلاَّ طَــارِقًا بَــعدَ هَـــجْعَةٍ
وَ قَــد نَــامَ وَاشٍ يَتَّقيـــهِ، وَحَــاسِدُ
فَــلَم أرَى بَـــدْرًا قَـــبلَهُ بَـــاتَ خَـــائفًا
فَــهَل كَــانَ يَـــخْشَى أن تَــغارَ الفراقِـــدُ!!
وَ كُنــتُ أظُـــنُّ الحُـــسْنَ قَـــد خَــصَّ وَجْــــهَهُ
ومَــا هُـــوَ إلاَّ قَــــائِـمٌ فِـــيهِ قَــــاعِدُ
فَــدَيْتُ حَبِـــيبًا زَارَنِـــي مُتَفَضِّـــلاً
وَ لَيْــــسَ عَـــلَى ذَاكَ التَفَضُّـــلِ زَائِـــــدُ
وَ مَـــا كَثُـــرَتْ مِنِّـي إليْـــهِ رَسَـــائِلٌ
وَ لا مَطَلَــتْ بالوَصْـــلِ مِـــنهُ مَـــوَاعِــدُ
رَآنِــي عَـــليلاً فِـــي هَــواهُ فَــعَادَنِي
حَـــبِيبٌ لَـــهُ بالمَـــكْرُمَاتِ عَـــوَائِــــدُ
فَـــمُتْ كَـــمدًا يَـا حَـــاسِــدِي فَــأنا الـــذِي
لَـــهُ صِــــلَةٌ مِمَّــن يُـــحِبُّ وَ عَــــــائِدُ
وَ لِـــي وَاحِــــدٌ مَــالِي مِــن النَّــاسِ غَــــيرهُ
أَرَى أَنّـــــهُ الـــدُّنْـــيَا وَ إنْ قُـــلْتُ واحِــــــدُ!!
فَيَــا مُؤْنِــــسي لاَ فَـــرَّقَ اللَّـــه بَيْــــنَنَا
وَ لاَ أَفْقَـــرَتْ للأُنْـــسِ مِنَّــا مَعَـــــاهِدُ..
وَ يَـا زَائِــرًا قَــدْ زَارَ مِــن غَيْـــرِ مَـــوْعِدٍ
وَ حَــــقَّكَ ، إنِّـــي شََاكِـــــرٌ لَــكَ حَـــــامِــدُ ..
===
بهاء الدين زهير