أَراني وَقَومي فَرَّقَتنا مَذاهِبُ
وَإِن جَمَعَتنا في الأُصولِ المَناسِبُ
فَأَقصاهُمُ أَقصاهُمُ مِن مَساءَتي
وَأَقرَبُهُم مِمّا كَرِهتُ الأَقارِبُ
غَريبٌ وَأَهلي حَيثُ ما كانَ ناظِري
وَحيدٌ وَحَولي مِن رِجالي عَصائِبُ
نَسيبُكَ مَن ناسَبتَ بِالوُدِّ قَلبَهُ
وَجارُكَ مَن صافَيتَهُ لا المُصاقِبُ
وَأَعظَمُ أَعداءِ الرِجالِ ثِقاتُها
وَأَهوَنُ مَن عادَيتَهُ مَن تُحَارِبُ
وَشَرِّ عَدُوّيكَ الَّذي لا تُحارِبُ
وَخَيرُ خَليلَيكَ الَّذي لا تُناسِبُ
لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ وَالناسِ خِبرَةً
وَجَرَّبتُ حَتّى هَذَّبَتني التَجارِبُ
وَما الذَنبُ إِلّا العَجزُ يَركَبُهُ الفَتى
وَما ذَنبُهُ إِن حارَبَتهُ المَطالِبُ
وَما أُنسُ دارٍ لَيسَ فيها مُؤانِسٌ
وَما قُربُ دارٍ لَيسَ فيها مُقارِبُ
أرى الناسَ مهتمين في جلبِ حاجةٍ
تقبلهم في الدهرِ، والدهرُ كاذبُ
وإني لم أنظر خليلًا وصاحبًا
وفيًا إذا نابته فيها النوائبُ
وإنْ البَقاءَ للهِ في كلِّ مطلبٍ
وإنْ الفنا للخلقِ، والخلقُ ذاهبُ
وأسألُه حُسْنَ الختامِ فإنني
لرحمته في البدءِ والخَتمِ طالبُ