جمعتنى جلسة مع بعض الأصدقاء بأحد معارفهم فقال لى إننى رجل منحوس فقلت له كيف ؟ قال أولا" على سمعت عن الرجل الذى ضاقت فى وجهه الدنيا ثم كلما ينام يأتيه هاتف فى المنام إذهب إلى الهند فإن رزقك هناك - فقال الحمد لله رزقى فى الهند فباع كل ما يملك وإستدان عليه وسافر إلى الهند - فلما وصل للهند مشى فى الشوارع والمزارع حتى تعب من المسير فوجد تكعيبة عنب فنام تحتها فسقطت علي رأسه حبة عنب أيقظته فقام وجدها حبة عنب أكلها ونام فجاءه الهاتف فى المنام -- خلاص أخذت رزقك قوم إرجع لبلدك ---- أنا بقى هذا الرجل -- ثم استرسل فى الكلام -
قال حياتى كلها نحس - وأنا شاب فى مقتبل العمر كان كل ما يشغلنى السفر إلى الدول العربية لأعمل هناك وأجمع بعض النقود كما يفعل الكثيرون - فسافرت إلى ليبيا وكانت مليئة بالمصريين والكل يعمل إلا أننى بحثت طويلا" ولم أجد أى عمل حتى نفذت النقود وكنت لا أجد الطعام - حتى أننى كنت على إستعداد لمشاركة الكلاب فى طعامهم لكن الكلاب منعونى من مشاركتهم .
فإستدنت بعض المال حتى أستطيع العودة مرة أخرى إلى مصر - وقلت إن ليبيا هذه بلد نحس لا يوجد فيها عمل مع أننى أجيد أعمال كثيرة يعنى سبع صنايع -
ثم وجدت الكثير من حولى يسافرون إلى العراق - والعراق بلد مفتوح والأعمال فيها كثيرة فسافرت إلى العراق وفى هذا التوقيت كان العراق مجيد وليس هناك أحد على الإطلاق لا يجد عمل فى العراق -- لكننى لم أجد عمل ولم أجد أحد يريد تشغيلى حتى أننى أصبحت لا أجد ما أقتات به - وصدقنى أننى كنت أقذف النخيل بالحجارة حتى يتساقط منه التمر فأقتات به ورغم غزارة التمر على النخيل إلا أن ما يتساقط منه كان شحيح --
فإستدنت مرة أخرى لكى أستطيع العودة إلى مصر .
وبعد مدة من الزمن إستطعت الحصول على عقد عمل إلى السعودية - ها أخيرا" قد جاء الفرج إنه عقد عمل على شركة كبيرة أخيرا" وجدت فرصتى الكبرى وفى ليلة السفر جاءنى بعض الأصدقاء ليسلموا على وجلست أمزح معهم سوف أسافر غدا" وسأجمع الكثير من المال وسأرجع ومعى سيارة فارهة - سأضرب هذا برفرف السيارة فأكسر ساقه - إيه يعنى كم ديته ألف ريال أرميها له -- وأرجع بظهر السيارة فأضرب اخر فأكثر له ذراعه - إيه يعنى كم ديته ألفين ريال أرميها له - وأنت يا فلان سأضربك بجنب السيارة فأشج رأسك - إيه يعنى كم ديتك ثلاثة الاف ريال أرميها لك -- وظللت أضربهم كلهم بالسيارة وأرمى لهم ديتهم على الجزمة القديمة ---
وفى الصباح ركبت السفينة المتجهة إلى السعودية وفى ميناء جدة صعد رجال الأمن للتفتيش على الجوازات والتأشيرات وجهة العمل - ولحظى النحس كان عقد عملى على شركة سعودية كان إبن صاحبها من ضمن المجموعة التى إشتركت فى الهجوم على الحرم المكى - فقالوا لى أننى عضو فى عصابة هذا الرجل الفاسق الذى إعتدى على الحرم المكى - وحاولت أن أثبت لهم أننى لاأعرف شيئ - وبعد التحقيق الذى كاد شعرى منه يشيب -لم أغادر السفينة ورجعت إلى مصر على نفس السفينة - وظللت فى بيتى أسبوعين لا أحد يعلم بعودتى - فماذا أقول لهم - جميعهم ضربتهم بالسيارة التى سأعود بها من السعودية ------- ---- ثم بعد ذلك سافرت إلى اليمن -- قلت له فى عرض أبوك ما إنت مكمل -- خلاص إكتفيت بما سمعت -- إسمع بس أخر النحس دا التقيل ورى -- قلت أبدا"أكتفيت
ولكنى تساءلت هل حقا" هناك شيئ إسمه نحس - إنها أقدار وأرزاق - ولا تدرى أين رزقك - وأين الخير لك - الكثير يؤمن بمسألة الحظ والنحس - ما أجمل التوكل على الله - وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك