صالون حلاقة صغير يقبع وسط حيينا دأبنا على اللقاء فيه متى ما سمحت لنا الظروف وتعودنا الارتداد عليه متى ما أتيحت لنا الفرص،كل شيء بات يتغير بصالون حلاق الدرب الملقب بأبو علي:معداته، كراسيه وحتى مراياه،فقط هي صور اللاعبين القدامى وصور المنتخب الوطني وقطع من بعض الجرائد القديمة هي التي ظلت ثابتة ولم تطلها يد التجديد وكذلك لم يضف اليها الا القليل رغم وجود مساحات فارغة بالجدران.ربما أن تعلقه الشديد بالماضي و عدم اقتناعه بنجوم السنين الحاضرة فردا أوجماعة وكذلك احتفاظه بجرائد قديمة ربما عدم رضاه على الاعلام الحالي .
ظل الصالون ملاذا لنا نتردد عليه هربا من روتين البيوت واستراحة نغنم بها بعد العمل،نجلس لنتبادل هموم الحياة ونتحاور حول العديد من الأمور وحول كل ما جد من أحداث خاصة الرياضية منها،وفي يوم دخل علينا شاب في مقتبل العمر القى التحية والسلام واتجه نحو أبو علي مخرجا جواله مانحه اياهقائلا : من فضلك أرغب في نفس التسريحة. بدوره أخرج حلاق الدرب نظاراته وأمعن النظر في الصورة التي ظهرت على هاتف الزبون الصغير و بعدها قال:من هذا ؟؟ أجاب الشاب:انه اللاعب فلان المشهور وعاد ليسئله من جديد: وهل أنت ممن يتعاطى كرة القدم؟؟ وبابتسامة عريضة أجابه الضيف : نعم أمارسها وأعشقها.
التفت أبو علي يمينا رافعا رأسه حيث صور لاعبين كرة القدم من جيل الثمانينات من اللاعبين العمالقة الذين تألقوا واعتبروا نخبة زمانهم سواءا كانوا دوليين أو مغاربة، بعدها وبصوت خافت عاد ليقول: يا ابني اختر أية تسريحة من بين التي أمامك و أنا جاهز لتطبيقها، وأشر الى أي من هؤولاء وأنا أستنسخ لك تسريحته. بعدها بدا الشاب وكأنه قد أحرج بل تفاجأ من طلب الحلاق،كانت جدران الصالون بمعلقاتها تحاصر بصره من كل الجهات وبعد ثوان جاء الرد وقال : يا صاح ذلك عهد ولى وراح وانني لمصرعلى طلبي.وبروح الدعابة المعتادة من أبو علي قال وهو ينظر الينا : فما رأيك في تسريحات الحاضرون هنا ؟؟ والا فما رأيك في تسريحتي؟؟
لم تكن لحوار الحلاق والزبون تتمة هذا الأخير الذي قرر و بدون تردد مغادرة الصالون وهو يحملق الى صلعة أبو علي.