هناك أشكال من العلاقات بين البشر منها:
1- التنافس: هي حالة من فوز الطرفين وحصولهما على مكاسب معينة يرضى بها كلا الطرفين، معنى ذلك أن هناك طرفين متنافسين والنتيجة النهائية هي فوز كليهما بشيء من الخيرات.
2- الصراع: في الصراعات لا يتقبل كلا الطرفين وجود الطرف الآخر إطلاقا ويسعى إلى إنهائه تمامًا، والخروج بفوز نهائي ساحق، بينما يخرج الطرف الثاني من الصراع متألمًا خاسرًا وهذه صراعات صفرية أي طرف فائز وطرف خاسر (قوانين النهضة، د. جاسم محمد سلطان، بتصرف، ص (177)).
لا أعتقد أن شكل العلاقة بين الزوجين هو حالة التنافس ولا حالة الصراع، ولكن أنسب ما يقال في شكل العلاقة بين الزوجين هو التكامل فلكل من الزوج والزوجة دور في الحياة الزوجية، وبأداء هذا الدور يحدث تكامل الأدوار بينهما وهذا التناغم في أداء الأدوار يشبه:
حركة التروس: فإذا تأملنا حركة التروس والفراغات التي تتداخل مع بعضها أثناء تحركها لتنتج لنا حركة الموتور، وجدنا نوع غريب ومتناسق من التناغم بين التروس لإحداث الحركة المطلوبة.
توزيع الأدوار في الأسرة:
توزيع الأدوار في الحياة الزوجية منطلق من الحديث النبوي الشريف «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته» (رواه البخاري)، غياب طرف سيكون على حساب الطرف الثاني.
الإدارة العائلية تتوخى تحقيق أعلى درجات الوئام بين الأم والأب والأطفال من جهة والعالم الخارجي من جهة ثانية.
إن اختلال توزيع المسئوليات والأدوار في الأسرة نذير بتفككها وخرابها ويبتدئ ذلك ببزوغ الأنانية والإهمال والسيطرة والابتزاز المالي والنفسي وينتهي بالتفكك، ويجب ألا ينفرد الزوج باتخاذ القرار لأن قراره سيكون ناقصًا، وليتذكر كل زوج أنه المدير الإداري في المنزل، أما المدير التنفيذي فهي الزوجة لأنها أكثر اتصالًا منه بالمنزل.
بعض المشاركات من قبل الرجل، في الأدوار المنزلية لها مفعول الدواء بالنسبة للزوجة. الإدارة الناجحة هي الإدارة القائمة على التشاور والتفاهم، والالتزام الدائم بالأسرة والمرونة في التعامل بين الزوجين، وأنجح القرارات الأسرية هو ما اتخذ بالتشاور بين جميع الأطراف المعنية.
إن توزيع الأدوار ضمن الأسرة الواحدة وفق الخطوط الأساسية التي شرعها الله، إنما هو تكامل للأسرة وعامل قوة ذاتية فيها، وهو أحد متطلبات المودة الإنسانية والتراحم والتكافل الإسلامي. فبالتفاهم والمصارحة بالمسئوليات نحقق أسباب الاستقرار والحفاظ على الأسرة هادئة.