أعلنت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رُلى معايعة، عن نجاح دولة فلسطين بتسجيل موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي التابعة لـ (يونسكو).

جاء ذلك خلال الجلسة الـ 45 للجنة التراث العالمي المنعقدة في الرياض – المملكة العربية السعودية.

وبذلك أصبحت دولة فلسطين تمتلك خمسة مواقع فلسطينية مسجلة رسميا على قائمة التراث العالمي التابعة لـ (يونسكو) بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس) والخليل (البلدة القديمة في الخليل).

معايعة اكدت اهمية القرار باعتبار الموقع جزءا اصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع ذو القيمة الإنسانية الاستثنائية، واهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم وكمثالا نموذجيا ناجحا لرحلة الاستقرار البشري منذ العصر النطوفي وبداية تدجين النباتات والحيوانات ونشوء الزراعة، ويستحق ان يكون احد مواقع التراث العالمي.


وزيرة السياحة والاثار تحدثت عن اهمية الموقع الذي يمثل الحضارة الاستثنائية لأول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة ويمثل أقدم بلدة زراعية محصنة في العالم بنيت في العصر الحجري الحديث قبل أكثر من عشرة آلاف عام في أخفض بقعة على سطح الأرض ( 250 مترًا تحت مستوى سطح البحر) بالقرب من نبع عين السلطان التي شجعت انتقال الانسان من حياة الجمع والالتقاط الى حياة الاستقرار القائمة على تدجين النباتات والحيوانات، وبناء المنشآت المعمارية، وصناعة الفخار، وتطوير الانظمة الاجتماعية والاقتصادية والدينية التي شكلت علامة حضارية فارقة لم يسبق لها مثيل في تطور الحضارة البشرية، وفي بداية الألف الثالث قبل الميلاد شهدت أريحا نقلة حضارية أخرى وكانت من أهم المراكز الحضرية الكنعانية المحصنة في منطقة الشرق الأدنى تجلى ذلك في تحصيناتها المنيعة وعمرانها وقصورها ومقابرها الغنية ومقتناياتها المميزة.

وبذلك فقد نقشت أريحا القديمة اسمها كأقدم بلدة محصنة في العالم، وكبصمة مهمة لمساهمات فلسطين الاستثنائية في تطور تاريخ البشرية بقيم عالمية فريدة من نوعها، وبدون فهم هذه القيم والتعرف عليها فإن كتب التاريخ الحضاري تبقى ناقصة وتفتقد فصولاً مهمة لفهم تطور الحضارة البشرية، فتسجيل موقع أريحا القديمة/تل السلطان على قائمة التراث العالمي.

وشكرت معايعة جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا للوصول لهذا الانجاز، خاصة صندوق التراث العالمي الذي مول اعداد الدراسات التحضيرية للملف ومكتب (يونسكو) في رام الله، واعتبرته ثمرة التعاون المشترك بين فلسطين والدول الصديقة والداعمة لهذا الانجاز.