واجب الأبناء نحو الوالدين
الإحسان إليهما
كيف يكون الإحسان للوالدين؟
الإحسان ضد الإساءة ومعناه تقديم الخير للنَّفس وللغير، وقيل إنَّ الإحسان هو أن يقدم الإنسان فوق ما لديه ويأخذ أقل ما يكون له، وكذلك فالإحسان هو وصيَّة الشَّرائع السَّماوية على قدمها، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.[
والإحسان للوالدين يكون بثلاثة أمور وهي الإحسان بالمال وبالقول وبالعمل، وأمَّا القول فهو أن يتلطف في الحديث إليهما، حتَّى أنَّ العلماء نهت أن ينادي الابن والده باسمه، فهذا النبي إبراهيم عليه السَّلام على الرُّغم من كفر والده لا يناديه إلا بلفظ أبتِ قال تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ}،[٣] أما الإحسان بالمال فهو ألَّا يبخل الولد على والديه ويتفقد أحوالهم وينفق عليهم، والإحسان بالفعل هو خدمة والديه والقيام بحاجتهم.
عدم رفع الصوت عليهما
هل يجوز للابن أن يعامل والديه بالمثل حال الإساءة؟
لقد نهى الإسلام عن رفع الصًّوت على الوالدين، حتَّى وإن أساء الوالدان إلى ابنهما، قال تعالى في سورة الإسراء: {فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.[
طاعتهما
ما حدود طاعة الوالدين؟
إنَّ طاعة أمر الوالدين من الأمور العظيمة التي قرنها الله تعالى- بطاعته وطاعة نبيه، وقد عدَّ الإسلام معصية الوالدين وعدم إطاعتهما من الكبائر التي تستلزم التَّوبة، وعقاب العاقّ هو الشقاء في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالدَيه".[
وأمَّا لو أمر أحد الوالدين ابنهما بمعصية فلا يُطاعا، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق الله، وقصة الصَّحابي سعد بن أبي وقاص مع أمه خير دليلٍ على ذلك، قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا}.[
رعايتهما
كيف تتجلى رعاية الوالدين؟
لقد أمر الله -تعالى- ببر الوالدين وتقديم العون والرِّعاية لهما، وعدم الضَّجر أو إظهار الملل من طلباتهم خاصَّةً عندما يبلغون سن العجز والحاجة، قال تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}،[٥] وقد قُدّم الإسلام رعاية الأبوين وبرهما على الجهاد في سبيل الله.[
حسن الاستماع إليهما
كيف يتحقق حسن الاستماع للوالدين؟
من أوجه البر بالوالدين الإنصات لحديثهما وعدم مقاطعتهما حتَّى لو كان الحديث مكررًا من قبل، ومن الواجب على الأبناء استقبال الآباء بوجوههم وبابتسامة مشرقة أثناء الاستماع لأحاديثهم، وإظهار الاهتمام وتقديم الشُّكر لهم على كل نصيحة يقدموها للأبناء.[
مشاورتهما
في أي الأمور يمكن مشاورة الآباء؟
لا بدَّ للأبناء من مشاورة آبائهم في شأنهم كله كالمشاورة في اختيار التخصص الجامعي أو مكان السكن أو مشاورتهم عند اختيار الزوجة، ويتبع ذلك العمل بنصيحتهما وشكرهما على تقديم العون.[١٣]
احترامهما وتقديرهما
ما جزاء احترام الوالدين عند الله؟
لقد حضَّ الإسلام على احترام الوالدين وتقديرهما فهما سبب وجود هذا الابن في الحياة بعد مشيئة الله تعالى، وذلك لأنَّ الاحترام بابٌ من أبواب الإلفة والمحبة، وهوسببٌ للفلاح والنَّجاح في الدَّنيا والآخرة، ففي الدُّنيا سيبعث الله أولادًا بارين بالابن البار محترمين له، وفي الآخرة سيكون هذا الاحترام والبر سببًا في دخول الجنَّة.[
الدعاء إليهما
هل يصل الدُّعاء للأبوين بعد موتهما؟
إن أعظمَّ برٍّ للوالدين هو الدُّعاء لهما وخاصَّة إن كانا قد توفيَّا، فهذا من البرِّ الذي يصل إليهما، وأعظم الدُّعاء هو ما ورد في قوله تعالى: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}،[
وكذلك الدُّعاء لهما برفع مكانهما في الجنَّة.
تابعونا هنا 
زائر 
السبت 20 أبريل - 13:57 من طرف 
عدد المساهمات
تاريخ التسجيل
موضوع: واجب الأبناء نحو الوالدين 
