أبو نواس شاعر عبّاسيّ ، كان مشهوراً بالفسقِ و المُجون وشرب الخمر : حتى لُقِّب بِشاعر الخمر "
دع المساجد للعبّاد تسكنها
و طُف بنا حول خَمَّار لِيُسقينا
ما قال ربُكَ ويلٌ للذين سِكروا
بل قال ربك ويلٌ للمُصلينَا
إن الذين شربوا في شربهم طربوا
إن المصلين لادنيا ولا دينا
فأراد الخليفة هارون الرشيد ضرب عنقه لأشعاره الماجنة ... فقال :
يا أمير المؤمنين الشعراء يقولون ما لا يفعلون...
فما كان من الخليفة الا عفَى عنه...
و لما مات رفض احد الائمة أن يُصلي عليه !؟
فلما غُسِّل وجدوا بِملابِسهِ هذه الأبيات :
يا رب إن عظُمت ذُنُوبي كَثرةً
فلقد علمتُ بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ
فبمن يلوذُ و يستَجِيرُ المُجرِمُ
أدعوك ربي كما أمرت تَضرُعاً
فإذا رَدَدتُّ يدي فمن ذَا يَرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرَجَا ...
و جَميلُ عَطفِكَ ثم إني مُسلِمُ
فلما قرأها الإمام بكى بكاءً شديداً و قام للصلاة عليه و جميع من حضر من المسلمين".!!!
وبعد ان توفي رآه احد أصحابه في المنام...
فقال له: ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي بأبيات قلتها في النرجس:
تفكر في نبات الأرض وانظر
إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات
بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات
بأن الله ليس له شريك
تعقيب :
يجب الا نحجر رحمة اللّـہ...
فرحمة الله جل في علاه وسعة كل شيئ...