الحياة تبدأ الآن..
ستدرك في وقت ما من عمرك أن أكبر خطأ ارتكبته كان تأجيل حياتك..
نعم
البعض يؤجل حياته..
هو يقضي أياماً جافةً باهتةً لا طعم لها أو لون ، ظناً منه أنّ هناك ظرف مثالي مناسب سيأتي كما رسمه وخطط له ، فيمضي منهمكاً في الإعداد لذلك اليوم والتجهيز لتلك المرحلة "الافتراضية" والتي لن تأتي أبداً كما تخيلها ، والتي قد تكون بعد أن ينهي دراسته..
أو بعد أن يجد وظيفة..
أو بعد أن يتزوج..
أو بعد أن ينجب أطفالاً..
أو بعد أن يعود من الغربة..
أو بعد أن يتقاعد من العمل..
الحياة لا تنتظر يا عزيزي..
ولكل مرحلة جمالها ، وأن ذهبت لن تعود ، وحتى لو حاولت أن تعيدها ، لن تستطيع ، لأنك ستجد الظروف وربما المكان والأشخاص من حولك قد تغيروا..
كما أنك ستجد في كل مرحلة ستصل إليها تحديات من نوع جديد لم تخطر ببالك سابقاً متوافقة مع الظرف الحالي ولم تكن تواجهك في ما مضى..
أنت تسعى للكمال.. وهذا ما لن يحدث أبداً ، فهو ليس من طبيعة الحياة..
فقد يتوافر الوقت في مرحلة معينة من عمرك لكن سينقصك المال..
ومرحلة ثانية قد يكون المال متوفراً لكن الصحة لم تعد تسمح..
وفي ظرف لاحق قد تتوافر الصحة والمال لكن لم يعد معك الأشخاص الذين أردت مشاركتهم تلك الحياة التي تتمناها..
لذلك..
اصنع سعادتك بما هو متاح لك… مهما كنت تظن أنه قليل أو غير كاف..
واعلم أنّ الوقت المناسب لتبدأ أي شيء تريده ولتعيش أجمل أيامك هو منذ هذه اللحظة..
فالماضي ذهب وأصبح سراباً..
والغد هو مجرد أمل قد لا يأتي أبداً..
وإن فكرت جيداً ستجد في الحقيقة كل ما تملكه على أرض الواقع هو اليوم..
هذا العمر هبة من الله لك ، لا تضيعه في التخطيط والإنتظار ، فالحياة تبدأ الآن..
فيحاء القضاة..