وصل حازم المقهى قبل مجيئ صديقيه محسن
و رؤوف، فقد اعتاد الثلاثة المقابلة اليومية في هذا المكان المعبأ برائحة زكرياتهم الجميلة قبل أن يتزوج كل منهم و يصبح قرار المقابلة من الصعب لدرجة انهم لم يروا بعضهم منذ خمسة شهور غير مرة واحدة ، كان المكان صاخب على غير العادة و رائحة الدخان المنبعثة من التدخين تملأه، و قبل أن ينهض حازم لينتقل إلى مكان آخر أكثر هدوء دخل علية الصديقان محسن و رؤوف و كان يبدو عليهما آثار الكآبة و عدم الارتياح، تصافح الأصدقاء و قبل أن يبدأ حازم في الكلام نهض محسن من مكانه و بنبرة حاده موجها كلامه إلى حازم، كان يجب أن تساعدني و تشهد على الطلاق لقد أصبحت حياتي ضرب من ضروب الجحيم مع نجلاء، لماذا طلبت مني أن اعطيها فرصة أخرى، هكذا أصبح طريقنا معا في منتهاه، ربط حازم على كتفه و طلب منه الهدوء كي يتمكن مع رؤوف من مساعدته، كان الأصدقاء الثلاثة قد اجتمعا منذ شهرين حين عزم محسن علي تطليق زوجته نجلاء و قد طلبا منه التروي و محاولة التفاهم من أجل أبنائهم الثلاثة، حاول محسن خلال هذين الشهرين لم الشمل و التقريب في وجهات النظر دون جدوى، على حد كلامه،كان محسن يشتكي من نجلاء و طلباتها التي لا نهاية لها،
سأله رؤوف: هل هذة الطلبات تخصها وحدها ام انها طلبات الأسرة و الأبناء؟
محسن : بل طلباتها هي، و انتم تعلمون اني لا أقصر في الإنفاق على الأسرة و طلبات الجميع مجابة، لقد عملت ساعات إضافية من أجل زيادة الدخل و لا وقت عندي لممارسة اي ترفيه و انتم تعلمون كم أحب القراءة و سماع الموسيقي،، ما أبغض هذه الحياة التي تحول الإنسان إلى آله، مجرد آله تعمل من أجل الآخرين،
كانت نبره صوته يملؤها الحزن و الأسى، نظر إليه حازم و رؤوف نظرة استهجان فهما يعرفا أن محسن و نجلاء تزوجا بعد قصة حب طويلة دامت طيلة سنوات الدراسة و الجميع يشهد لنجلاء بالجلد و النضج و الرصانة و لا يصدقان كل هذه الافتراءات التي يتهمها بها محسن و اثناء هذا النقاش رن هاتف محسن و إذا بنجلاء تطلب منه استدعاء طبيب الأطفال فقد كانت الابنة الصغيرة درجة حرارتها 39...