آه من دهر له حال عجيب ***ما له قط من الخير نصيب
خابت الآمال فيما نشتهي ***والذي نكره فيه لا يخيب
كل يوم وله أحبولة***تشغل الأفكار عما يستطيب
كلما أملت صرفاً للجفا***قال لي ثوب الجفا ثوب قشيب
وإذا أملت قرباً منكم***قال إن البعد منهم لقريب
نقطع الأيام تسويفاً وإن***مر يوم فإلينا لا يؤوب
نحن في الدنيا كَركْبٍ كلما ***قطعوا أرضاً تَلَقَّاهُمْ كثيب
وكذا الدنيا على من قبلنا***ليس فيها أبداً عيش خصيب
فالزم الأشغال إن كنت ترى***أن هجر الخل للخل يطيب
أو فدعها ثم زرنا تارة ***إن لداعي شوقنا أنت تجيب
لا تراقب لفراغ مقبل*** ففراغ المرء في الدنيا غريب
وسلام من أخ في اللّه قد ***أوثقته سيئات وذنوب
فأمدوا بالدعا في غيبة*** فعساه لدعاكم يستجيب