مـوعـظـة بليغة مـؤثـرة
قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى:-
كم نرى الناس يتراكضون لطلب الدنيا مسرعين يخافون أن تفوتهم.
ونراهم يقعدون ويتأخرون عن حضور المساجد لأداء الصلوات الخمس التي هي عمود الدين.
كم نراهم يجلسون في الشوارع والدكاكين الساعات الطويلة وقد يقاسون شدة الحر والقر لطلب الدنيا.
بينما لا نراهم يصبرون على الجلوس دقائق معدودة في المسجد لأداء الصلاة أو لتلاوة القرآن!
كم نرى من شباب المسلمين يتسابقون إلى ملاعب الكرة ويدفعون الدراهم للحصول على تذاكر الدخول ثم يحتشدون فيها ألوفًا مؤلفة، وربما يقضون النهار ويسهرون الليل واقفين على أقدامهم شاخصة أبصارهم ناصبة أبدانهم مبحوحة أصواتهم يشاهدون اللاعبين لمن تكون الغلبة منهم..
يتحملون كل هذه المتاعب في سبيل الشيطان، وإذا دعوا إلى حضور الصلوات في المساجد بحي على الصلاة حي على الفلاح عموا وصموا وولوا وأعرضوا كأن المؤذن يدعوهم إلى سجن أو كأنه يطلب منهم مذمة.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾.
﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون﴾
أيها المسلمون: هذه حالة الكثير منا اليوم إقبال على الدنيا وإدبار عن الآخرة إنا لله وإنا إليه راجعون
لانعتبر بمن سبقنا ولاننظر إلى من حولنا لانتأثر بموعظة ولا ننتفع بذكرى