تتميز مرحلة الشباب والمراهقة، على وجه الخصوص، بالاهتمام أكثر فأكثر بالشكل، والبحث عن الجديد، كما تتميز بالتأثر بالآخرين، والاهتمام بكل ما هو موضة بمختلف أنواعها.
فكل ذلك يمثل مرحلة طبيعية، يمكن أن تصل بالشباب إلى الاستقرار، وإيجاد عالمه الخاص، إن صح التعبير.
ويتابع الشباب المغربي بشغف واهتمام مستجدات الموضة، وآخر صيحاتها، سواء تعلق الأمر بالألبسة، أو غيرها.
فلا يخلو أي تجمع شبابي من حديث حول آخر الصيحات في مجال الألبسة، وتسريحات الشعر، بالإضافة إلى التطرق إلى آخر "موديلات" السيارات والدراجات النارية...
يقول إلياس بنهادي، طالب، "اهتمامي بمظهري أمر عاد بالنسبة لي، إذ لا يمكن أن تكون خارج عن القاعدة العامة للشباب، الذي يتابع باستمرار آخر صيحات الموضة".
وأوضح إلياس، ل "المغربية"، أنه "لا يمكن للشباب ألا يتبع الموضة، خاصة في العصر الحالي"، مشيرا إلى أن "الاهتمام باللباس والمظهر تحول إلى حد الهوس لدى الشباب".
من جهته، ذكر حبيب تاج الدين، طالب، أن "الشباب لا يمكنه مقاومة الصيحات التي تطلع عليه في كل مناسبة، حتى لو كان يريد ذلك"، مبرز أن "كل واحد منا، وليس فقط الشباب، يريد دائما أن يكون في أحسن مظهر، ويبحث دائما عن الجديد، ليس فقط في مجال الألبسة، بل حتى في ما يتعلق بقصات الشعر، وغيرها ".
وأوضح حبيب، ل "المغربية"، أن "اتباعي للموضة هو محاولة للظهور بالشكل الذي يناسبني، وأكون جميلا في عيون الناس"، مشيرا إلى أن "البعض ينظر إلى هذه المسألة على أساس أنها مجرد محاولات للتقليد الأعمى، لكنني أرى بأن ارتداء آخر الصيحات
ليست فيه أي مضرة".
من جانبها، قالت نعيمة الشهدالي، طالبة، إن "العناية بالمظهر لم يعد حكرا على المرأة، بل حتى الرجل"، مؤكدة أن "مواكبة الموضة أضحت عن البعض من الأولويات التي لا يمكن ركنها جانبا".
وأضافت نعيمة، ل "المغربية"، "عندما أخرج للتسوق مع والدي أسقط ضحية موديلات الجديدة، إذ أنني أعجب بكل الأشكال، خاصة الحديثة منها، غير أنني أحاول حصر اختياراتي، حتى لا تكون الفاتورة كبيرة".
أما رشيدة بنهاسير، طالبة، فترى أن "الانشغال بالموضة إلى حد الهوس يعبر عن مدى الفراغ الذي يعيشه ذلك الشخص"، مبرزة أن "الشباب يجب أن تكون لديه اهتمامات أعمق من الموضة والملابس".
وذكرت رشيدة، ل "المغربية"، أن "نسبة كبيرة من الشباب تجني على نفسها كثيرا بالانسياق وراء هذا المسار"، مذكرة بضرورة "تخصيص أوقات أكثر لما يعود بالفائدة على الجميع".
ويرى بعض اختصاصيي علم النفس والاجتماع إن الشباب بصفة عامة، والمراهقين بالخصوص، يبحثون عن التفرد، والبروز، وجلب الانتباه، والحصول على القبول الاجتماعي، وأن الاهتمام بالمظهر الخارجي هو شكل من أشكال التعبير والتواصل يعكس جوانب من شخصية الفرد.
كما أن هذه الشريحة، بسبب عدم اكتمال نضجها الفكري، عرضة أكثر من غيرها للتأثيرات الخارجية.
وتشير تقارير صحية إلى أن "الجينز" الضيق، أو "السليم"، يؤدي ارتداءه بشكل يومي، على المدى الطويل، إلى ظهور انتفاخات في البطن، وحرق في المعدة، ومشاكل في الشرايين، خصوصا في منطقة الحوض والفخذين.
يشار إلى أن الملابس، في ظل التطور السريع والكبير الذي يعرفه العالم، تعتبر لغة تخاطب وتعبير عن الذات والشخصية والانتماء.
كما أصبحت الملابس والموضة صناعة مهمة تدر أرباحا طائلة على العاملين فيها، وتحتل مكانا مهما جدا في حياة الأفراد، وبصفة خاصة الشباب.
وباتت المحلات في المناطق التجارية تجني أرباحا طائلة، خاصة تلك التي تعرض "ماركات" عالمية.