من نوادر المتنبي
*دخل الشاعر المتنبي يوماً على سيف الدّولة الحمداني في مجلسه وهو مضطجع متمدّد.
فأنشأ ينشد:
لكلّ امرئ من دهره ماتعودا.
ففزع سيف الدّولة واعتدل في مجلسه فجأة ثمّ خاطب المتنبي قائلاً: أعد ماقلت.
فقال أبو الطّيب:
لكلّ امرئ من دهره ماتعوّدا
وعادة سيف الدّولة الطّعن في العدا
فاستحسن الحمداني ذلك.
وبعد خروج المتنبي سأله جلساؤه :لم اعتدلت في جلستك فجأة ولم تدعه يكمل البيت؟!؟!؟!
فرد ّعليهم ضاحكاً بقوله:
خشيت أن يغلبه شيطان شعره وارتجاليته المعهودة-- إذ رآني على ذلك الحال في تمددي واضطجاعي-- فينشد قائلاً:
لكل امرئ من دهره ماتعوّدا
وعادة هذا الوغد أن يتمدّدا.