ثَمَةَ أُمورٌ وَأَحداثٌ كَثيرة وعَظيمَة مِنْ ظاهِرِها شَرٌ لَا بُدَّ مُنهُ ، وَمَعَ الوَقتِ تُكشَفُ أَنَ كُلَ الخَيرِ فيها وَاللّٰه ، ولَنا فِي ذَلِكَ أَمثالٌ كثيرة ، ومِنها ما ذُكِرَ في كِتابِ اللّٰه..
نَضرِبُ لَكمْ مَثلاً مِنْ قِصَةِ موسىٰ عََليهِ السلام ، حِينَ أُلقِيَ بِتابوتِ خَشَبِيٍ فِي عَرضِ البحر ، ولولا أَنْ رَبَطَ اللّٰهُ عَلى قَلبِ أُمهِ وبَشرَها لجُنَتْ مِنْ وَهلةِ ما صَنعتْ أَيُلقي أَحَدٌ ابنَهُ دُونَ خَوفٍ مِنْ وُحوشِ البَرِ والبحر ، دُونَ خَوفٍ مِنْ أنْ يَلتَقِطَهُ أَحدٌ فلا تَراهُ عَينُهَا مُجدداً وكَيفَ ذلكَ وهِيَ أُمه..
فَكانَتْ البُشرىٰ إنا لَرادوهُ إليكِ..
فما كانَ إلا أَنْ ألتَقَطهُ آلُ فِرعَون وأَلقَىٰ اللّٰهُ عَليهِ غِطاءَ الحُبِ مِنْ قَلبِ زَوجَةَ أكبَرِ ظالمٍ لِـ تُرَبِيَه في قَصرِه وأَحضانه ، وحَرمَ عَليهِ المَراضِعَ مِنْ نِساءِ الأَرضِ كَي يَقَرَ عَينَ أُمِهِ يُرَدَ لإحضانِها مِنْ بَعدِ حَزَنٍ وَفِراق ، وتُرضِعَهُ علىٰ نَفقَةِ فِرعَون ويَكونَ هُوَ الهادِمَ لِـ أَعتىٰ دُولِ الكُفرِ في ذاكَ الزَمان..
وهُنَاكَ الكَثير والكَثير مِنَ القِصصِ التِي تَدُلُ عَلىٰ ذلك..
فَتَدارك ما أَنتَ فيه واحمَدْ رَبَكَ في كُلِ حال ..
لَـ رُبَّ شَرٌ أَنتَ فيِهِ ، باطِنُهُ خَيرٌ لَيسَ يُدرَكُ إلا مَع الزَمانِ..