لماذا لم يعتذِر لنا أحدٌ ممّن أخطأَ في حقّنا، ممّن تعمّدَ جَرحَنا بكلماتهِ وأفعاله القاسية؟ لماذا ؟ رغمَ أننا كنّا دائماً الطّرَف الأَشَد إعتذاراً.. كم من المرات اعتذَرنا دونَ معرفة أسباب إعتذارِنا.. كم من المرات انتظرنا مجيء أحدهُم إلينا ليفاجِئنا بأنهُ لا يقوَى على فراقِنا.. لا يهُم حجم الخطَأ ولا بأس بالذنب الذي ارتكَبُه.. كانَ بالإمكان إحتِواء تلكَ العلاقة وإعادة تشكيلها وإحيائها.. هل الإعتذار كانَ ثقيلاً على ألسِنَتِهِم لهذا الحد؟ أم أننا بنظرهِم السيئون دوماً ووحدهُم الملائكة؟!! وهل كتُبَ علينا نحنُ أن نعتذر؟ لأننا خطيئة هذه الأرض؟؟ لقد حارَبنا بكل ما أوتينا من قوة وصبر للحفاظ على أشخاص لم يفعلوا شيئاً واحداً من أجلِنا.. الآن نحنُ متعبون جداً.. وأعلَنّا إنسحابنا من معركة لا تستحِق عناء الخَوض فيها.. ما عُدنا نملُك شيء نقدّمُه.. وما عادَ باليَد حيلة.. انتهى كل شيء بغَمضة عَين.. إنسَحَبنا دونَ وداع أو تلويح حتى.. بعدَ أن بتَروا أيدينا