ما عُدتُ أحمِلُ في داخلي سوى كم هائل من الخَيبة وأسفٌ كبير لنفسي التي أرهقتُها بالركضِ طويلاً في كل درب نهايتهِ خيبَة وعقاب طويل، بذلتُ الكثير من المحاولات التي سُحِقتُ فيها من أجلِهم، ضحّيتُ وتنازلتُ عن أشياء كثيرة خَوفاً من أن يفوتَني قُربهُم أو أن أهدِر لحظة وهُم بجانبي.. وفاتَني كل شيء.. لم يفهمُني أحد ، وعجزتُ أنا عن فهمِ نفسي ، ربّما انا من أخطَأت، كنتُ جدّيّة وصادقة في إهتمامي بهم و محادثاتي الكتابية معهم ، كنتُ حقيقية في تعمُّقي بهِم ولم أنتَبِه أنّ كل ما فعلتُهُ كانَ تمهيداً لِصَفعات الخذلان التي تلَقّيتُها دونَ رحمة أو شفقَة..ثمّة شيء ضائع لا أجِدُه، شيء مُبهَم لا أفهَمُه.. كأنّ ملامحي ليست لي ، كأنها قِناعٌ إلتَصَقَ بي، أحدّق في مِرآتي، أبحث عنّي، هذه ليست أنا.. لا أريد شيئاً يا صديقي.. أريدُ عَودَتي فقط.. أعيدوني لي.. وخذوا ما شِئتُم..