هذه الحياة تحتاج أن تكون قويًّا فيها ، لا رَخوًا فتُكسَر ، ولا فارغًا فتموت حَيًّا..
حين يَضَعُ اللّه قَدمَك على طَريقٍ يُحبّه ، خُذهُ بقُوّة ، لا تهترئ في المنتصف..
في كلّ لحظةٍ تُفلت فيها يدك ، تَذَكَّر المعنى الذي كابَدتَ لأجله ، استحضر ثمرة الوصول ، لتَطمَئِن..
ليسَ سَهلًا أن تنضبط ، ليس سَهلًا أن تُلزم نفسَك كلّ يوم ، كلّ دقيقة ، كلّ لحظة ، بكلّ هذا الجهد والتَّعَب..
ليس سَهلًا أن تَنظُرَ حَولك فلا تَجِد أحدًا معك ، ليس سَهلًا أن تُداوي الجَرح بالعمل ، والألَم بالأمَل..
وعليك أن تدرك مواضع التعافي حتى لا تقف ..
يتعافى المؤمنُ القويُّ بِالسَّعي لا بِالوُصول.
يتعافى بمعرفته أجرَ المُحاوَلة ، لا بالمُحاوَلة ذاتِها..
يتعافى بكلِّ عثرة في الطَّريق ، مُدركاً أنَّها رصيدٌ في خزينةِ آخِرَته..
يتعافى بصبرِه على كلِّ مشقَّة ، وجلادَتِه رغمَ لينِه ، وتحمُّله ما لا يقوى عليه ، ودُموعه الَّتي أسالَتها الظُّروف..
يتعافى المؤمنُ أخيراً بعدَ كلِّ مجهود بذله ولَو لم يصِل ، لأنَّ سعيَه أنقى ، وعطاءَه أسخى ، وهدفَه أعلى..
لأنَّ سَكينَة حُسن نيَّته تُلازِمُه ، وطمأنينةَ صَفاء قلبِه تُؤنسُه ، وهُدوءَ جِدِّه يُصاحبه ..
" المُؤمنُ لا يَقِف ، يستريحُ ثمَّ يُكملُ المَعركة "..
ذَكّر نفسَك مع كلّ نَبضة أنّ الجَنّة أغلى مِن أن تَقِف..