، لاتؤجل حياتك إلى الغد..
يخسر الناس أكثر من نصف أعمارهم من أجل أن يجمعوا المال ، ليتمتعوا به فيما يظنون ، في النصف الثاني من أعمارهم ..
ثم يفاجؤون بالحقيقة المرة ، أن النصف الآخر من أعمارهم يضيع أيضاً وهم ينفقون ماجمعوه من المال على الأطباء والأدوية ..
لذلك عش كل لحظة من مراحل حياتك بكل تفاصيلها ، وكما هي في توقيتها المناسب لك ..
فاللحظة الجميلة مثل فنجان القهوة ، عندما نؤجله لنستمتع به بعد فترة ، سنعود إليه ونجده قد فقد حرارته وفقد معه مذاقه..
عش اللحظة ، لأنه لو مر بنا العمر ونحن نجمع المال ونؤجل تمتعنا بالأشياء للنصف الآخر ، ربما نجد أننا نستدعي فترة لم تعد تسعدنا ، لأن إحساسنا بالتوقيت اختلف …
بل وقد تكون هناك مستجدات قد طفت على سطح حياتنا تمنعنا من الاستمتاع بها..
فالطفل الصغير تُسعده دراجته الحالية ، ولكنه عندما يكبر لن تسعده ، بل قد يكرهها وتتغير اهتماماته وتصبح السيارة حلمه ،
ويحصل عليها وتصبح السيارة الفارهة حلمه ..
ولن يتوقف الإنسان عن الطلب طالما هناك جديد وإحساس متغير يواكب هذا الجديد..
ومن هنا فإن شغفنا بالأشياء يختلف من وقت لآخر ، وتأجيلها ثم نقول أننا سنعود إليها بعد فترة هو ضرب من الوهم ..
لأن كل شيء في الحياة متغير وإحساسنا به متغير أيضاً..
فما تريده اليوم وتدفع فيه مبالغ لتفوز به ، فقد تجده بعد فترة مجاناً ولايلفت انتباهك..
فلا تقس على إحساسك اليوم ، أنه لابد أن يكون موجود نفس الإحساس غداً ..
فالإحساس يبرد كما تبرد القهوة ، والأشياء تتغير كما تتغير موديلات الهواتف..
وكل يوم يمر عليك تسقط ورقة من أوراق شجرة أفكارك لتنمو أخرى بشكل جديد ..
فعليك أن تعيش اللحظة بلحظتها (وتأكد أنك لاتؤذي شخص آخر وأنت تعيش لتنعم بالرضى) ..
ولاتؤجلها ، فقد يأتي غداً ولا تأتي تلك اللحظة ، أو تأتي تلك اللحظة وأنت تعاني ، فلن تستطيع أن تستمتع بها ..
أو تأتي تلك اللحظة بعد أن يتغير إحساسك بها ، وهنا ستكون قد ارتكبت الحماقة بعينها..