لا يبلغُ العبد منزلة الرِّضى حتى يستقر في قلبه اليقين بأن عطاءات اللَّه تجري في أشياء تُمنع عنه ، كما تأتي في أشياء تُمنح له ..
وإنَّ الحكمةَ لتَخفى على العبدِ كُليةً حتى لا يعد أمامَهُ سبيلٌ إلا التسليم..
وإنَّ الدنيا لتضيقُ بالعبدِ على رحابتِهَا حتى لا يعد فيهَا سَعَةٌ إلا بالله..
وإنَّ ما كُتِبَ في اللوحِ واقعٌ بالرضى أو بغيرِهِ واللهُ وحدَه هو المعين..
مَا شاءَ اللهُ كانَ ولا رادَّ لأمرِه ..
وإنَّ لحظةَ السَخطِ لتُعَكِّرُ سنواتٍ من الصبرِ كما يُعَكِّرُ الترابُ كأسَ الماءِ ، وإنَّ صفوَ القلبِ ليسَ يُدركُ إلا بالرضى..
فإنْ كانَ قَدَرُ اللهِ واقعًا لا محالةَ ، فالأجرُ في الرضى بالحُكمِ..
واللطفُ في حسنِ الظنِّ..
والنَّجاةُ في التضرعِ والدعاء..