أنَّ شخصية الإنسان ليست كما يعتقد الناس شخصية واحدة، بل لكلِّ واحدٍ منا ثلاث شخصيات، أو ثلاث صور لنفسه، وهي: الصورة الذاتية التي يرى بها نفسه، والصورة الاجتماعية التي يحب أن يراه الناس فيها، والصورة المثالية التي يطمح أن يكون فيها أو يتطلع إلى أن يكون عليها في المستقبل.
ويؤكد الدكتور رجب عبد الحكيم أستاذ الطب النفسى أن بعض الناس يكون في البيت مختلفًا عما هو عليه في العمل، وهذا شيء صحي؛ لأن لكل مقام مقال والثقة بالنفس تنبع من رؤيتي لنفسي، فنظرتي إلى نفسي هي ما يحدد ثقتي بنفسي من عدمها، فالمسألة كلها تتعلق ببكيفية تعاملي مع نفسي، وحواري الذاتي معها: كيف يكون مجراه؟، وهل هو إيجابي أم سلبي؟.
فالحوار الذاتي السلبي يوجد صورة ذاتية سلبية، فإذا كنتُ أرى نفسي بشكل سيئ، وأفكر بهذا الشكل، وأرى نفسي بشكلٍ ليس جميلًا؛ فسينعكس ذلك على سلوكياتي الخارجية، ولن أستطيع تحقيق الأشياء التي أريد تحقيقها ومرحلة الكبر والغرور مرحلة ليست جيدة، لكننا نبالغ في كراهية هذه المرحلة، لدرجة أننا نقف قبلها بكثير جدًّا، لكن هذا الشيء مطلوبٌ إلى حد ما.
فالمطلوب أن تعطي صورة جيدة للناس عن نفسك؛ لأن الناس لا تعرف عنك سوى الأشياء التي تقولها، والأشياء التي يرونها، وملابسك وطريقة لبسك، ولغة الجسد، أي الأشياء الظاهرية فمن المهم أن أكون إنسانًا طيبًا، ومن داخلي كذلك، لكن في الحياة العملية من المهم أن ينعكس هذا الجوهر في الخارج، فالناس لا تراني من الداخل، لكن ترى هذه الأشياء الظاهرية فالإنسان الواثق بنفسه سيكون خياله كبيرًا، وسيضع أهدافًا كبيرة أمامه.
أما الشخص غير الواثق بنفسه فسيكون حلمه أن يبقى كما هو ولا تحدث مصائب فقط، فلا تجد إنسانًا راضيًا تمامًا عن حياته، وهذا مطلوب؛ لأنني لو كنت راضيًا تمامًا عن حياتي فلن أعمل، ولن أضع أهدافًا، ولن أسعى لسد النقص الموجود عندي.