ليست هناك مشكلة حينما يخطىء الإنسان، ولكن المشكلة حين يعلم بخطئه وتأخذه العزة بالإثم، بل ويحاول أن يثبت للجميع أنه ليس على خطأ، محاولاً إسقاطه على غيره، والبحث بكل السبل عن الأعذار لنفسه، حتى لا تستيقظ لديه النفس اللوامة وقد يبرر أخطائه تلك بتبريرات غير منطقية يرفضها القلب والعقل والواقع الذي نعيشه، وبناءً على ذلك يرفض الاعتذار،وأن هؤلاء هم الأفراد الذين يتسمون بسمة الغرور، فالمغرور لايرى إلا نفسه.
يؤكد الدكتور عادل نجيب أستاذ الطب النفسى أنه مازال هناك من يقبل على ثقافة المكابرة، إذ ليس لديهم القدرة على إزالة كل المخزون المتراكم في نفوسهم من الكره والمكابرة، كما أن صعوبة قبول البعض للعذر أو للاعتذار عن الأخطاء، هو ما يجعل الشخص أحياناً يتردد في الإعتراف به، أو يجعله لا يفكر به أصلاً؛ لكي يحافظ على ماء وجهه، و إن الكثير من الأشخاص لا يعترفون بأخطائهم، بل لا يبادرون بالاعتذار، وكأن ذلك يقلل من قيمتهم الشخصية، أو يحط من قدرهم المعنوي، وللأسف أن هذا السلوك يتدخل فيه الكثير من العوامل النفسية والاجتماعية والتربوية، فمن الناحية النفسية فقد يكون ذلك مؤشراً على اضطرابات الشخصية، والشعور بالعظمة أو حالة الهوس ،و أنه قد تكون الأسباب اجتماعية، وتعود إلى ثقافة نمت وشجّعت عدم الاعتراف بالخطأ، أو نسق اجتماعي تزداد فيه فكرة أن المعترف بخطئه يقلل من قيمة نفسه،و لا بد من خلق ثقافة وعادة الصدق والشفافية والوضوح؛ لأن ذلك يزيد من النزاهة ويقوي معايير الصدق والصراحة، بل ويقلل من الأخطاء، وإذا كان هناك من ثمة خطأ يحدث، فالمخطئ يصلح خطأه ويشكر على صدقة وصراحته، حتى لا يتضاعف الخطأ بخطأ الكذب والتضليل.