أغرقِيْ ذَا الرَّوْضَ
يَا غَيْمَةً فَوْقَ بَسَاتيْنِيْ
وانْحَرِيْ الأشْواقَ ..
وَذا الْجُنُوْنَ عَلَى صَدْرِيْ
أهرقِيْ مِنْ مَسَاماتي
عِشْقًا كَانَ يَحْويْنيْ
أشْعِلِيْ فِيْ سُكُوْنِ اللَّيْلِ
شُمُوْعَ الْوَجْدِ تَضْويْنِيْ
وامْلَئِيْ الكأسَ سِحْرًا
فالثَّلْجُ فيْهِ يُبَاريْنِيْ
أنْطِقِيْ الرَّغْبَةَ شُوْقًا
فِيْ المُقْلَتَيْنِ تُنَاديْني
وَدَعِيْ لِلْآهِ تَرْجَمَةٌ
للَهيْبٍ شَبَّ يَكْوينِيْ
وَهَاتِ الْريقَ مُنْسَكِبًا
شَهْدًا يُغْرِقُ الزَّرْعَ
وطُوْفِيْ الرَّوْض مُخْتَالَهْ
كَنَخْلٍ يَانِعِ الطَّلْعِ
فَإنْ شِئْتِ ..
جَنِي الرّوْضِ نَحْصِدُهُ
وإن عِفْتِ ..
فَذَاكَ الْجَنْيُ أهْلَكْتِ
فَمَا فِيْ الْغَيْمِ مَانِعَةٌ
عَنِ الأرْوَاحِ تَسْقيْهَا
تَعَالِيْ الآنَ ذُوْقيْهَا
ثِمَارًا كُنْتِ تَسْقيْهَا
وَهَاكِ الغُصْنَ ميَّالاً
رَوَاهُ خَمْرُ شَفَتَيْكِ
غُصُونٌ طَلْعُهَا التُّوْتُ
وأُخَرٌ نَبْتُهَا الْكَرَزُ
أَنَا يَاحُبَّ هَمَسَاتِيْ
إِلَيْكِ شَاغَفَتْ قَلْبِيْ
وَرحَتُ بصِدْق أنْظُمُهَا
حُرُوْفٌ فيْكِ أنْطِقُهَا
أمَا الاطيَافُ تَحْمِلُهَا
إليكِ سَاعَةَ السَّحَرِ .!
جُنُوْنٌ كُلَّ مَا فيْكِ
وقَلْبِيْ فيْكِ مَفْتُوْنٌ
:
تَحيَّتِيْ وَمَحَبَّتِيْ لِلْجَميْع
مسَاعَدْ الْمَالِكِيْ / قيْثَارَةُ الْمَسَاءْ