أنواع المصائب :
أخواننا الكرام ؛ المصائب تختلف من إنسان إلى آخر ، مصائب الأنبياء مصائب كشف ، عند النبي الكريم كمالات قد لا تظهر إلا بالمصيبة ، أي خرج إلى الطائف مشياً على قدميه ، المسافة تقدر بثمانين كيلو متراً ، يصل إليها ، يُكفر به ، يستهزأ به ، صبيانهم يضربونه، يسيل الدم من قدميه ، يأتيه ملك الجبال ، يقول له : يا محمد لو شئت لأطبقنا عليهم الأخشبين - الجبلين - قال : لا يا أخي ؛ اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون ، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده .
أي مصائب الأنبياء مصائب كشف لكمالاتهم ، ولكن حينما ننتقل إلى المؤمنين مصائب المؤمنين مصائب دفع لهم في طريق الإيمان ، ليرفعوا سرعتهم ، أو ليرفعوا أجرهم، مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع ، الآية الكريمة :
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
[سورة البقرة: 155-157]
إذاً المؤمن مصائبه دفع لمزيد من الإقبال على الله ، لمزيد من الطاعات ، لمزيد من القربات ، أو رفع لنيته ، ولأجره ، هذه مصائب أهل الإيمان ، والشيء الدقيق إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه ، قال : فإن صبر اجتباه ، وإن شكر اقتناه ، أما مصائب المعرضين عن الله مصائب الكفار والمشركين فمصائب ردعٍ أو قصمٍ ، يردع أولاً فإن لم يستجب يقصم ، لذلك مصائب الأنبياء كشف ، مصائب المؤمنين رفع ودفع ، مصائب الكفار والمشركين قصم وردع ، هذه أنواع المصائب ، والبطولة أن نقف من المصيبة الموقف الكامل .
ومرة ثانية : من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر .