فجّر تحقيق تلفزيوني أجرته فضائية جزائرية خاصة حول السكن الجامعي للطالبات، ردود فعل عنيفة على المستويين الرسمي والشعبي في البلاد، وصلت إلى توعّد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وديوان الخدمات الجامعية برفع دعوى قضائية ضد القناة. التحقيق، الذي بثّ بعنوان “عندما تتحول طالبات العلم الى طالبات للهوى” في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على فضائية “النهار” الخاصة ضمن برنامج “سري للغاية” التي تعمل على كشف ما يمكن تسميته “تابوهات” (محرمات) لدى الجزائريين، وكان أول تحقيق أجراه البرنامج حول “الإجهاض السري للفتيات في الجزائر”، غير أن هذا الأخير لم يثر الضجة نفسها كما فعل التحقيق حول الفتيات في السكن الجامعي.
وجرى التحقيق، حسبما أفاد القائمين به، بسرّية كبيرة، حيث تم التصوير بكاميرا صغيرة لا يراها أحد وتقمصت الصحفيتان مُعدتا التحقيق دور طالبتين، ونجح فريق العمل في التسلل إلى عشر وحدات للسكن الجامعي، ونقلوا جانبا لا أخلاقيا في حياة بعض الطالبات.
غاص التحقيق في الحياة الليلية لطالبات مقيمات في السكن الجامعي، يتحدّين القوانين الداخلية فيخرجن للسهر وقضاء “ليال وردية” مع أخلائهن في الفنادق وفي أماكن خاصة، كما كشف تعاطي الطالبات الخمور والمخدرات داخل غُرفهن، وكشف الستار أيضا عن تواطئ أعوان أمن السكن مع الطالبات للسماح لهن بالخروج في الوقت الممنوع مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 7000 دينار (70 دولارا).
ونظمت طالبات مقيمات في السكن الطلابي بالعاصمة غداة بث البرنامج وقفة احتجاجية أمام مقر الفضائية الخاصة تعبيرا عن رفضهن لمضمونه وتعميمه ظاهرة الفساد الأخلاقي على كل الطالبات كما طالبن باعتذار من القناة.