المسلمون يريدون رؤية وجه المرأة... لا شعرها !

نتائج الاستطلاع

كشفت نتائج دراسة استطلاعية أجراها معهد بحثي تابع لجامعة أميركية عن أن معظم الناس في الدول ذات الغالبية المسلمة يميلون الى تفضيل أن تغطي المرأة شعرها تماماً عند ظهورها على الملأ، ولكن ليس بالضرورة أن تغطي وجهها أيضاً. وأشارت النتائج أيضاً الى انه في تركيا ولبنان فقط يميل أكثر من 25 في المئة من الناس إلى الاعتقاد بأنه لا مشكلة مطلقاً في ألا تغطي المرأة شعرها.


الدراسة، التي أجراها معهد الأبحاث الاجتماعية التابع لجامعة ميتشغن، والتي نشرتها مجلة «فورن بوليسي» شمل 7 دول ذات غالبية مسلمة ألا وهي تونس ومصر والعراق ولبنان وباكستان والسعودية وتركيا.

وتناولت الدراسة قضية لباس المرأة باعتباره تفضيلاً بصرياً حيث تم اعطاء كل مشارك في الاستطلاع بطاقة عليها جدول يصور 6 أنماط متفاوتة متعلقة بغطاء رأس ووجه المرأة. وطُلب من كل مشارك أن يختار النمط الذي يفضله ويعتبره الأكثر ملاءمة للظهور على الملأ.

وعلى الرغم من انه لم تتم كتابة أي كلمات وصفية على بطاقة استطلاع الرأي، فإنه كان من الواضح ان الأنماط الستة تدرجت ابتداء بالبرقع الذي يغطي الشعر والرأس بالكامل ومروراً بالنقاب ثم الحجاب بأشكاله المتنوعة وانتهاء بالشعر والوجه المكشوفين تماماً.

وبشكل عام، فإن معظم الذين تم استطلاع آرائهم قالوا ان النمط رقم 4 (وهو لامرأة محجبة وسافرة الوجه) هو الأكثر ملاءمة كي تظهر به المرأة أمام الآخرين وفي الأماكن العامة.

وتراوحت نسبة ذلك التفضيل بين 57 في المئة في تونس و52 في المئة في مصر و46 في المئة في تركيا و44 في المئة في العراق.

وفي العراق ومصر، جاء النمط رقم 3 في المرتبة الثانية من حيث التفضيل، وهو النمط الذي يتمثل في حجاب أسود أكثر تحفظاً من النمط رقم 4 من حيث ستر الوجه الى جانب الشعر.

أما في باكستان، كشفت النتائج عن وجود انقسام في الرأي بين النمط رقم 3 والنمط رقم 2 الذي يمثل امرأة ذات نقاب لا يظهر منه سوى عينيها. وقال 24 في المئة من الباكستانيين انهم يفضلون النمط رقم 4.

وفي السعودية، أبدى 63 في المئة من أفراد عينة الاستطلاع تفضيلهم للنمط رقم 2 (النقاب) بينما عبر 11 في المئة عن أن نمط البرقع (النمط رقم 1) هو الأكثر ملاءمة لظهور المرأة على الملأ أمام الآخرين.

وفي المقابل، ارتأت أقليات لا بأس بها في بعض الدول التي شملها الاستطلاع أنه لا توجد أي مشكلة في أن تظهر المرأة سافرة الوجه والشعر. وتراوحت نسب أصحاب ذلك الرأي بين 32 في المئة في تركيا و15 في المئة في تونس بينما كانت النسبة الأكبر في لبنان بـ 49 في المئة. لكن ما يفسر ارتفاع تلك النسبة هو حقيقة أن 27 في المئة من أفراد العينة في لبنان كانوا من المسيحيين.

كما بينت نتائج الدراسة أنه على الرغم من النزوح الواضح في كثير من تلك الدول الى تفضيل ارتداء المرأة ملابس محتشمة، فإن كثيرين ممن عبروا عن ذلك النزوع قالوا أيضاً أنه يتعين منح المرأة حرية اتخاذ القرار في ما يتعلق بما يختزنه من ملابس.

وكان ذلك التوجه أكثر شيوعاً في تونس بنسبة 65 في المئة وتلتها تركيا بنسبة 52 في المئة ثم لبنان بنسبة 49 في المئة، وهي الدول الثلاثة التي توجد فيها نسب مرتفعة من الناس المنفتحين إزاء فكرة عدم تغطية المرأة لشعرها على الملأ.


لكن السؤال الذي لم تقدم الدراسة إجابة عنه هو ما إذا كان من تم استطلاع آرائهم يعتقدون ان الأعراف الثقافية أو الاجتماعية السائدة يمكن أن تسهم في توجيه النساء الى اختيار ارتداء ملابس أكثر انفتاحاً أم أكثر نزوعاً الى المحافظة.