مَدَدٌ يَسيلُ مِدادهُ أزمانا | |
| واللهُ ربكَ أَنزلَ الميزانا |
سُبحانَ مَن خَلَقَ السمواتِ العلا | |
| والأرضَ ثُمَّ استخلَفَ الإنسانا |
جَلَّت مشيئتُهُ وجلَّ جَلالهُ | |
| فاللهُ كوَّنَ هذهِ الأكوانا |
سَبِّح بِحمدِ اللهِ واسجُد خاشِعاً | |
| فالكائِناتُ تُسبِّحُ الرحمانَا |
يا عبدُ مالكَ غيرُهُ من راحمٍ | |
| هوَ ربُّنا وبنورهِ أحيانا |
قلبي يُسبِّحُهُ ويشدو باسمهِ | |
| ما زالَ مِن تسبيحِهِ هَيمانَا |
النورُ أزهرَ والمآذنُ كبَّرت | |
| قُم يا نديمُ ورتِّلِ القرآنا |
فاسمع أذانَ الفَجرِ مِن فمِ ساجدٍ | |
| صوتُ الأذانِ يزيدُني إيمانا |
ألحانهُ أزليِّةٌ زَّفت إلى | |
| آذاننِا من جرسِها ألحانا |
العاشقُ الولهانُ يسمعُ شَدوَهُ | |
| ما زالَ مِن أشواقهِ ظمآنَا |
تَهتزُّ من صوتِ الأذانِ مشاعري | |
| أَذِّن بلالُ وأيقِظِ الأجفانا |
الليلُ آذَنَ بِالرحيلِ فكبِّروا | |
| إني سمعتُ مِن الرعودِ أذانَا |
يا رعدُ أيقظ أُمتي من نومها | |
| صوتُ الرعودِ يُقرِّعُ الآذانا |
إنِّا أُباةٌ والجذورُ عريقةٌ | |
| أطلِق خيولَ النصرِ والفُرسانا |
مِن صَيحةِ التكبيرِ تصحو أُمتي | |
| وغداً تُفَجِّرُ في الذُرَا بُركانا |
فمتى ستنهضُ وَتَرفعُ رأسها | |
| لِتُزَلزِلَ الطاغُوتَ والأوثَانا ؟ |
يا أُمَّتي انتفِضي ولا تَتَواكلي | |
| إِني أرى حولَ الحمى ذُؤبانَا |
إِنَّ الخُنوعَ مهانةٌ في شرعِنا | |
| لا نرتضِي ذُلَّاً ولا خِزيانا |
مِن قَبلُ كُنَّا سادَةً وأَعِزَّةً | |
| أيامَ شِدنا للعُلا أَركانا |
إِنَّ المكَارِمَ أَزهَرَت في أَرضِنا | |
| والعَدلُ أَصَبَحَ عِندَنا سُلطانا |
اجعل إلهي شملَها متوحداً | |
| حتى نُجَابِهَ كُلَّ مَن عادانا |
يا ربِّ واجعل عِزَّها مُتَجدِّداً | |
| فاليومَ أصبحَ مجدُنا قُربانا |
باللِّطفِ أَدرِك أمتي في عصرِنا | |
| ما خَابَ باللهِ العظيمِ رجانَا |
لولا التَفَرُّقُ ما تَجرَّأَ مُعتَدٍ | |
| مُتَغَطرِسٌ أن يَستبيحَ حِمَانا |
هَذا التَفَرُّقُ عِلَّةٌ في ضعفِنا | |
| حُمَّى التنازُعِ أَورَثت أَضغانا |
بَشَّارُ طاغِيَةٌ تَجَبَّر واعتلى | |
| ظَهر الأَفاعي , زادها طُغيانا |
أَفعى بني الفرسِ ترعى في الحمى | |
| أُمُّ الأَفاعِي أَنجَبَت ثُعبَانا |
لَم تَرعَ في شآم القَداسةِ حُرمَةً | |
| كم صَدَّعت في شَآمنا بُنيانا |
كَم مَنزِلٍ أيدي الأَبالسِ هَدَّمت | |
| كم أَضرَمت مِن حِقدِها نيرانا |
أَسنانُها عِندَ الوحوشِ مَخالبٌ | |
| أَنيابُها صَارت لَها أَسنانا |
سالَت على أَرضِ الشآأم دِماؤُنا | |
| فَتَعطرت أجواؤُها ريحانا |
شُهَداؤنا فوقَ المَجَرَّةِ أَنجُمٌ | |
| إنا عَشِقنا الخُلدَ في دنيانا |
إنَّا بوحدَتِنا سنحيي مَجدنا | |
| وبها نرى الشَّرَفَ الرفيعَ مُصَانا |
تَأبى الكرامةُ أن نَكونَ أذِلَّةً | |
| لا أن نرى مجدَ الجدودِ مُهانا |
ما أَنجَبت خنساءُ إلا ضيغَماً | |
| لا نرتضي أن تُستباحَ دِمانا |
يومَ التَّقاضي لن تَرى في شآمنا | |
| رُقطاً ولا نمرودَ أو هامانا |
سَتَجُرُّ أذيالَ الهَزيمةِ والخنا | |
| كم أَفجَعَت غاراتُها بُلدانا |
الشآمُ تَلفُظُ مَن يُدَنِّسُ طُهرَها | |
| سترى على مِحرابِها عدنانا |
بَشَّارُ مأفونٌ يُهَدِّدُ أمتي | |
| حتى غدا مِن بَغيهِ شيطانا |
وَغداً سَتُمطرُ والبُروقُ بَشائرٌ | |
| وغداً ترى في أرضِها طوفانا |
يا بغيُ إنَّ الحقَّ يعلو دائماً | |
| لو كانَ في أيامنا غَلبانا
|