كره حد الموت
بعد رجوع كارين، 17 سنة، من الثانوية، صعدت لتلقى غرفتها. سرير عليه غطاء أسود، جمجمة على المكتب، وشاح أسود رسم عليه جماجم معلق على الحائط، نزعت حذاءها الأسود المرتفع حتى الكعبين، وفرزت شعرها المظفر على ظهرها.
لينا هي أختها من أبيها، الذي تزوج أم لينا بعد وفاة زوجته، والعلاقة بين الأختين متنافرة!
-أنظري إلى حالك كل صديقاتي في الثانوية تستخففن بك! يلزمك دروس في اللباقة والجمال.
ردت عليها في عجل وهي تحمل الكاميرا
-لا يهمني أمرهم ولا أمرك، أنا مشغولة في إنجاز فيديو، وليس لدي وقت لك.
-ما رأيك لو أخبر أمي عن حقيقة أباك الخائن!
وتتبع كلامها بابتسامة صفراء، ثم أضافت:
-لقد رأيت الفيديو الذي قمتي بتصويره!
رجع الشريط بكارين للحظة التي كانت تصور فيديو في الشارع، فسقطت عن غير قصد في أبيها وهو يقبل مجهولة.
أجابت كارين منفعلة
-لا تفعلي ذلك! لن أسمح لك بتدمير حياة أبي!
ولو فعلتي سأقوم بنشر صور لك بكل الثانوية،
سيكون الانتقام مريرا، صدقيني.
في اليوم التالي، لم تستطع لينا كتم السر، فأسرعت لإخبار أمها بخيانة أب كارين لها. فواجهت الأم الأب بعد ذلك فقال: كيف لك أن تصدقي قولا كذلك! ألا ترين أن كارين تريد فقط أن تفرق بيننا!
اشتد انفعال الأم وصعدت لغرفة كارين تصرخ في وجهها قائلةً: أنا وأباك نحب بعضنا! وليس لطفلة مثلك أو غيرك أن يتدخل!
بقيت كارين متجمدة في مكانها، تلوح نظرة لأبيها غامضة عميقة، تنتظر الحقيقة.لكن هيهات.
بعد مرور أقل من يومين، كانت صور لينا قد نشرت في كل الثانوية، الكل يستهزؤون بها، ويرمونها بكل الألفاظ البذيئة، لقد أصبحت موضوع الظهيرة.
بدأت حياة لينا تحترق بنار هادئة، كل ما يهم كارين أنها انتقمت منها، وكل ما يهم الأم تهدئة ابنتها، وتشجيعها، خاصة عندما رأتها تقدم على شرب حبوب، لتودي بحياتها.
تدمر الأب من تصرف ابنته الصبياني، وأخبرها بعد تفكير أنه يريد إلحاقها بثانوية عسكرية بعيداً عن البيت وفي أقرب وقت.
-سولت لك نفسك أن ترمي ابنتك لأجل عائلة أخرى؟ ثم ما الذي دهاك؟ لم لم تقل الحقيقة!
-آسف يا ابنتي، فلا أريد أن أخسر زوجتي.
في اليوم الموالي، حضر الأب فطور ابنته لأول مرة منذ فترة طويلة، حتى يعيدون ربط تلك العلاقة الجميلة، وبالذات حتى يعتذر عن فعلته.
وبينما تشرب كارين كأس عصير الليمون اليومي، أخبرها بحبه لها وأنها ستبقى ابنته المدللة.
ابتسمت كارين قائلةً: أحبك أيضاً أبي!
تقاسما لحظات جميلة جداً، لم يسبق لها الوجود منذ مدة.
أحست كارين بمغص شديد في بطنها جعلها تنطوي ألما، فهرع أباها يكلم الإسعاف ..
لكن للأسف انقلبت الابتسامة لدمع! فقد ماتت كارين..
عند القيام بالتحاليل وجدو أن العصير يحمل سما!
وعلمو أن الأب أفرغ لابنته العصير من القنينة المكتوب عليها لينا، حين وجد قنينة ابنته كارين فارغة!