على رويدكِ يا من تمسـكين يدي كُفِّي الدموعَ وصُوني النفس بالجلَدِ
هلْ تعــذليَن فؤادي غير مُدرِكةٍ هذا الحنينَ الذي يلتاعُ في كبِـدي
لو كانَ في قَدَري أنْ لا أكونَ أنا لكنتِ أنتِ رحيق العمـرِ والعَضُدِ
لكنَّني رجـلٌ يسـعى إلى هدفٍ سعي الغريبِ عن الأوطانِ للبلـدِ
إنـِّي أسـافرُ نحوَ المجـدِ مجتهداً رغم الصعاب فهل يُقضى لمجتهـدِ
هـذا الزمانُ زمانٌ ليس يُنصـفنا نحنُ الرجالُ أُولي الأخلاق والرَشدِ
هذا الزمانُ وصـوتُ الحقِّ منهزمٌ أمَّا الفسادُ فيدوي فيـهِ كالرَعِـدِ
هذا الزمانُ كلَيـْلٍ مُظلِـمٍ نحسٍ يغشى العيونَ فما ينفكُّ كالزبَـدِ
خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ
فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ
وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَدِ
دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُســتندِ
أمَّا الذيـن كتـاب الله منهجهمْ فهُمْ منـابرُ إشــعاعٍ بلا مَـدَدِ
ما ضرَّهم أبداً إسفاف من سفهوا أو ضرَّهم أبداً عقلٌ بدون يــدِ
هم الكرام وإنْ ضِيمُوا وإنْ ظُلِموا رغم الصِغارِ ورغمَ الحقدِ للأبـدِ