عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الشديد بالصُّرَعة؛ إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب))؛ متفق عليه.
شرح الحديث:
"ليس الشديد بالصُّرَعة"؛ يعني: ليس القوي الذي يصرع الناس إذا صارعهم، ليس هذا هو الشديد حقيقةً، لكن الشديد الذي يصرع غضبه؛ أي: إذا غضب، غلَب غضبه؛ ولهذا قال: ((وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).
هذا هو الشديد؛ لأن الغضب كجمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدمَ، فيفور دمه، فإن كان قويًّا، ملك نفسه، وإن كان ضعيفًا، غلبه الغضب، وحينئذ ربما يتكلم بكلام يندم عليه، أو يفعل فعلاً يندم عليه؛ ولهذا قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فردد مرارًا، قال: ((لا تغضب))؛ لأن الغضب ينتج عنه أحيانًا مفاسد عظيمة، ربما سبَّ الإنسان نفسه أو سب دينه، أو سب ربه، أو طلَّق زوجته، أو كسر إناءه.
وكثير من الوقائع تصدر من بعض الناس إذا غضبوا كأنما صدرت من المجنون، والله أعلم.