ذكر أبو الفرج الأصفهاني في ترجمة أحد الشعراء الصعاليك في الجاهلية وهو ثابت بن جابر وله لقب مشهور به: (تأبط شراً )، قيل: أنه وجد الغول في الصحراء مثل الخروف، فوضعه تحت إبطه ودخل على أهله، فلما رأوه وعرفوا أنه الغول، قالوا: يا ثابت تأبطت شراً، فألقى به، فلقب تأبط شراً. وقيل لقب بتأبط شرا لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت إبطه فقالت أمه مرة : تأبط شرا، فلقب بهذا اللقب، وهو أحد أشهر ثلاثة شعراء صعاليك، وهم ثلاثة شعراء: ثابت بن جابر ، والشنفرى، صاحب اللامية الرائقة التي منها هذا البيت الجميل:وفي الأرضِ منأىً للكريمِ عن الأذى ** وفيها لمن خاف القِلَى متحول
والشاعر الثالث: عروة بن الورد هؤلاء هم أشهر الشعراء الصعاليك. فـثابت بن جابر - تأبط شراً - قابله ثقفي أحمق (من قبيلة ثقيف)، فقال له: بم تغلب الرجال يا ثابت وأنت ذميم وضئيل؟ فقال: أذكر لعدوي أنني تأبط شراً فينخلع قلبه، فآخذ منه أريد، قال: أبهذا فقط؟ قال له: فقط.فقال له: هل تبيعني اسمك؟ قال: بم؟ قال: بهذه الحُلة الجديدة -وكانت لديه حلة جديدة- وبكنيتي -وكان يكنى بأبي وهب فقال له: موافق، فقال الثقفي: لك حلتي ولك كنيتي، فقال له: وأنت تأبط شراً، فذهب الرجل مسروراً، فكتب تأبط شراً ثلاثة أبيات وبعثها لامرأة الثقفي الأحمق؛ قال فيها:ألا هل أتى الحسناء أن حليلها تأبط شراً واكتنيت أبا وهب
فهبه تسم اسمي وسماني اسمـه فأين له صبري على معظم الخطب
وأين له بأس كبأسي وسورتي وأين له في كل فادحة قلبـــي
ومعنى الأبيات : أخذ اسمي لكن هل أخذ جراءة قلبي؟ هل أخذ بأسي وصبري وجلدي على الأحداث؟ لم يأخذ هذا كله، إنما أخذ الاسم فقط.