الزائر الميت
بعد أعوامٍ طالتّ غيبتي ...عُدتُ من قبري ومن بين السحاب
قد تحررتُ من عالمكم ...عرفتُ الحُب و انقطع العذاب
هزني الشوق وداعبني الحنين ...نحو أهلي ثُم بعضٌ من صحاب
إنه الشوقُ بِقلبي و الجوى...أنا زوج ٌ وأبٌ أضناهُ الغياب
ما لها داري تغير لونُـها ؟ ...أكبرُ الأبناءِ أعماه الشباب
بحثتُ عن أخيهِ لم أجِدهُ...قالوا مخموراً قد الصواب
ابنتي يا ويلي ماذا أصابها؟...تتراقص فوق وناتِ الرباب
أين تعليمي لها تقوى (الإله)؟...بنت سبعٍ طلبت مني الحِجاب
هاهمُ الأهلُ تشتتَ شملهُم...بِينهم بِالبؤسِ قد نعق الغُراب
دخلتُ مخدع النومِ الذي ...كنتُ فيه السبعَ والبطلَ المُهاب
ذاكَ رسمي قد توارى للأبد ...وبدا رسمٌ لغيري لا يُعاب
سألتُ غُرفةَ الأثوابِ أين ملابسي؟...أين ذاك الحُب هل كان سراب؟
أين محفظتي ؟ وساعةُ مِعصمي؟...كُنتُ أحفظ عِند ذا الركنِ كِتاب
هــا هـي أمُ بُــنـي كــالـعــــروس...و تحـلـت لــبديلي بِالخـضـــاب
إنها تُــغِــدقـهُ بالـقـولِ الجـمــيـل...وهو يـُمـطِرها بُلـومٍ وعِتــــاب
ما رأت عينايَ فاق تصوري.. أهونُ منه في الصدرِ الحراب
أين أيمانُها لو مِتُ تموت...ليت قبل الموتِ أنقشعَ الحِجاب
كنتُ خططتُ ودبرتُ كثيراً ...كنت راجعتُ ألوفاً في الحساب
ليتني ما عدتُ للدنيا أبداً ...إن ما تنظرهُ أحداقي عِقاب
(ربي) أرجعني إلى تلِكَ الجنان...يملأ العينينِ للناس الـتُراب
(ربي) غفرانكَ من ذنبٍ بدر...إنما الأفكارُ بالشاعر تُهاب
كلمات/ روان بن عبد الإله دشيشه