أَيَا أَرِضاً لَيْسَ لَهَا حُدودَ
أَيَا بِحَراً لَيْسَ لَهُ آخر
أَيَا عَبِيرَاً بِهِ حَيَّاتَي تَتَبَخَّرُ
أَيَا ذَهَبَاً وَمِنْ النفائس أَثَمَنَ
أَيَا سَحَابَةً أَمْطَرَتْ عَلَى خَرِيفِ الْعُمَرِ ، وَأَزْهَرَ
أَيَا مَحْبُوبَةً مِنْ بَعْدَ الصُّيَّامِ عَلَيهَا الْقلبَ ، أَفُطْرَ
نَظَّرَتْ إِلَى حُروفِكِ
فَوَجَدَتْ حُروفُ اِسْمِي تَسَكُّنَ شِفَاهِكِ
وَرَأَّيْتُ نَفْسُِي فِي عَيِّنِيِكِ
طَفَلَاً يَشْتَمُّ عُطُرَ الْمَعَانِي مِنْ خُمَارِكِ
اُنْتِي شَاعِرَةٌ مُخْتَلَفَةٌ
لانك حَزِينَةٌ
وأنّاتُ كَافِرٍ بخَطِيئَتي لأنني مَتْعَبٌ وضائع
وَبَيْنَ أعماقِي تَعَانَقَتْ الْجراحُ
فَلَا تُزَيِّدِي عِذَابَي
فَمَا أَتَعِسَ مِنْ يَتَمَرَّدُ عَلَى الْحَبِّ
فَتِلْكَ تَجَسُّدَ قَهْرِي
لَمِنْ طَلَّبَتْ مِنْهَا وِصَالَهَا
وَأَنَخْتُ مَشَاعِرَي لَهَا
أَبَحْثَ عَنْ سُرِّ عُنْفُوَانِهَا
لِتَكَوَّنَ لُغْزُ الْكَوْنِ بأسره
فَأَفْدِيهَا بِرَوْحِيِ التَّائِهَةِ فِي عُمْقِ الْحَلَمِ
لماذا تَهَرُّبَيْنِ مِنْ دَوَائِرِ عِشْقِي !!
أَمَا كَفَّاكِ سَبْرُ أعمَاقِي
أَمْ تَخَافِينَ الاسّتسلامَ لَمِثْلُِي
يُجِيدُ الإبحارَ بَيْنَ الْحُروفِ والأورَاقِ
أَمْ صَعْبَةٌ هِي دَوَافِعُي وَغَرِيبَةٌ إِرَادَتِي فِيكِ
أَعرفُ انكِ قَلِقَةٌ وَوَاعِيَةٌ بِي
دُثُرَتَكِ قلبَي
وَجُعَلَتَهُ قِنْدِيلَاً يُنِيرُ طَرِيقُكِ
فَيَدْفَعُكِ دَائِمَاً إِلَى أَرُوعِ خَاتِمَةٍ
أَسَالِكِ طَوْقِ النّجاةِ
لِأَرْوِي رُوحَكِ شَعَرَاً
وَأَسْقِي اُنُوثتكِ طَهُرَاً
وأحضنكِ بَيْنَ ذِراعِيِ
كَمَا يَحْضُنُ الْعُودُ الْوَتَرَ
لِنُعَزِّفَ لَحَنَ الإستجابةِ لإيقَاعِ الْحَاضِرَ