ثقافة الاعتذار
هل أخطأت يوما في حق احد , قريبا او صديقا , او حتى شخصا لم تعرفه ؟؟؟
ثم بادرت إلى الاعتذارإليه !
بل هل اعتذرت الى ربك لتقصيرك في حقه , وتهاونك في طاعته , بل وربما معصيتك اياه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كف غضبه كف الله عنه عذابه و من خزن لسانه ستر الله عورته و من اعتذر إلى الله قبل الله عذره " .
وعن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله أصنع ما صنع
قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه فقال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " إلى آخر الآية .
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم , يترك رد السلام وذلك كراهة ان يذكر الله على غير طهارة , ولأجل ان لا يأخذ الصحابي في خاطره لعدم رد عليه , اعتذر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك , فعن المهاجر بن قنفذ . " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم و هو يبول ، فسلم عليه ، فلم يرد عليه حتى توضأ ، ثم اعتذر إليه فقال" إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال : على طهارة " .
وهذا حذيفة رضى الله عنه يرمي بالأناء , ثم يعتذر ويبين السبب فعن عبدلله بن عكيم قال استسقى حذيفة فأتاه دهقان بماء في إناء من فضة فحذفه ثم اعتذر إليهم مما صنع به وقال إني نهيته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج ولا الحرير فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة .
فلا تأنف , او تتكبر اذا خطأت ان تعتذر , وتستسمح من خطأت في حقه , فأن ذلك سيذهب ما في قلبه عليك , وستجعل لك مكانة في قلبه , وتزداد قدرة في عينه .