بالغتُ في سُهدي بلا إنصافِ
آتِي المرايا ساعةً وأُجافي
أَطوِي شراشفَ مقلتي كي أَصطفي
حرفًا يليقُ بكاملِ الأوصافِ
فأرى عيونًا من حبيبي قد أتَتْ
قَصْدَ اندلاعِ حرائقي بشغافي
فتلوحُ من بين الخيالِ طهارةً
كشريعتي .. أو كعبتي .. وطوافي
أَلْوِي القصائدَ في حلاقمِ لهفتي
فتجيرُني تنهيدةُ الإسعافِ
يا قاتلي بالنَّأْيِ .. أُقْسِمُ .. نِلْتَهُ
باللهِ حبّ .. لو بقربٍ كافِ
أشكوكَ أم أشكو لعدلِكَ لوعةً؟
ما مثلُها عن عِلْمِ مثلِكَ خافِ
لستَ الملومَ ..فإنَّ حظيَ يا أنا
قد خَصَّنِي بالوجد والإجحافِ
فتَراهُ ..يصفو كي أُصَدِّقَ صفوَهُ
هل من عدوٍ لو تصافَى .. صافِ؟!
حَمَّلْتني بهواكَ أضعاف الذي
يكفيكَ منهُ العُشْرُ في إضعافي
يا عِطرَ نحريَ .. يا خضابَ جديلتي
يا كُحلَ عيني .. يا دَوايَ الشافي
أسرفتَ نَأيًا يا حبيبًا .. ليتَ أنْ
أسرفتَ .. لا أسرفتَ في الإسرافِ
بل كدتُ ..أنْ أفنى بويلِ حريقتي
لولا استواء قريحتي وعفافي
خُذْ -رغم ويلي- حِضنَ حرفي .. يا أنا
إنْ كانَ فينا نلتقي .. أو ما في..!