حكمُ الشُبهة بالكفار:
الأصل أن التشبهَ بالكفار لا يجوز إلا بشروطٍ منها:
1- أن لا يكون ذلك الأمرُ من تقاليدِهم وشعارهم التي يتميزونَ بها، كأعياد الميلاد مثلاً.
2- أن لا يكون ذلك الأمر من شرعهم إلا إذا وافقه شرعُنا، كصيام عاشوراء مثلاً.
3- أن لا يكون في شرعنا بيانٌ خاصٌ بالمخالفة مثل: (خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ).
4- أن لا تؤدي هذه الموافقة إلى مخالفةِ أمرٍ من أمور الشريعة: مثل موافقتهم على عدم القربِ من الحائض، وهذا مخالف لحديث: (اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ).
والتشبه منه ما هو شِركٌ أو كفرٌ: كالتشبهِ في عبادةِ معبوداتهم، أو التعطيل، أو الحلول، أو الصلب أو غيرها.
ومنه ما هو فسقٌ ومعصيةٌ: كالتشبهِ بهم في الأكل بالشمال، والتختُّم بالذهب، ولبس دبلة الخطوبة وحلق اللحى، وغيرها.
ومنه ما هو مباحٌ: كالتشبه بهم في الأنظمة الإدارية، أو المشاريع، أو ما فيه مصلحةٌ للمسلمين.
لماذا نُهينا عن التشبَّهِ بالكافرين؟
لأن أعمالهم مبناها على الضلال والفسادِ والانحرافٍ غالباً: ولأن التشبُّه يوقعُ الميولَ القلبيَّ والموافقة في الأقوال والأعمال،
وهذا مُخلٌّ بالإيمان؛ ولأن التشبُّه يورث غالباً الإعجابَ بالكفارِ وبدينهم وعاداتهم وفسادهم، وهذا يؤدي إلى التنازل عن الحقِّ؛
ولأن التشبُّهَ بهم يورث المودَّةَ والمحبة والموالاةَ، وهذا يؤدي إلى النُفرة من أهل الحقِّ ومعاداتهم، ولأن في التشبُّهِ ذُلاً وضعفَاً ومهانة كما هو حالُ كثير من المسلمين.