السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
● سئل الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : كنَّا في الامتحان، فجاءنا المدرِّس، وأخبرنا بإجابة سؤال، فما أدري هل هذا يدخل في الغشِّ أم لا؟، فأجاب: "إذا جاءك المدرِّس وأنت في الامتحانات وأخبرك بالجواب، فالواجب عليك أن ترفع أمره إلى الإدارة من أجل أن تؤدِّبه، لأنَّ هذا في الحقيقة أضاع الأمانة الَّتي حملها، ولكن هل يجوز لك أن تأخذ بما قال؟، إن كنت تدري أنَّ هذا الجواب من الأصل فلا بأس، وليس فيه إشكال، لأنَّك اعتمدت على معلوماتك، وإن كنت لا تدري فأنا أتردَّد في هذا، قد أقول: إنَّه جائز، لأنَّ هذا رزق ساقه الله إليك، وقد أقول: إنَّه ليس بجائز، لأنَّه مبنيٌّ على غشٍّ، فهذه أتوقَّف فيها، لكن المهمُّ أنَّ هذا الرَّجل يجب أن يرفع أمره إلى الإدارة ليأخذ جزاء، كيف يعتمد على هؤلاء التَّلاميذ ثمَّ يذهب يخون" [لقاء الباب المفتوح 160].
● وقال الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : يقولون الشَّيء بالشَّيء يذكر، قال أحد التَّلاميذ وهو في قاعة الاختبار: إنَّه يكتب الجواب فسمع شخصا يعلِّم تلميذا إلى جانبه بالجواب، يسأل هذا التِّلميذ ويقول: هل يجوز أن أكتب الجواب وأنا سمعته؟، نعيد السُّؤال: تلميذ على الماسة يكتب الجواب ولا يريد الغشَّ بأيِّ حال من الأحوال، لكنَّه سمع شخصا يقول لجاره: الجواب كذا وكذا، والجواب صحيح، فهل يجوز أن ينقل الجواب أم لا يجوز؟، نقول: إنَّما علَّمه الله، هذا رزق جاء بدون تعب، فلا حرج أن يكتب الجواب، حتَّى لو فرض أنَّه لم يكن يعرفه فيكتبه، لأنَّه ما حاول الغشَّ ولا غشَّ"