لا تحرِمِـيـني مِن عَبيركِ و النَّدى
يكفي عذابي في النَّوى و توجُّعي
لا تحسَـبي أنِّي عشِـقـتُـكِ لاهـيـاً
لا و الـذي أجـرَى بـخـدِّي أدمُعي
أنـتِ الـتي قالت أحِـبُّـكَ - ليلـةً -
فلَقِيتُ فيها دُون وعيٍ مَصرعي
فصحَـوتُ و الدنيا تدورُ بأعيُني
والدَّمعُ بَلّلَ تحَت خدِّي مخدَعي
عيناي في عينيكِ يمضي ليلُـها
فضعِي عُيوني في عُيونكِ وازرعِي
ضيَّعتُ في عينيكِ موضعَ قِبلتي
ونسيتُ في صَفِّ الجماعةِ موضعي
أهـواكِ لا أخـشـى مـلامـةَ لائـمٍ
و الــشـعـرُ يـشـهَـدُ أنَّـنِـي لا أدَّعـي
هذا فؤادي دون سيفكِ فاضربي
و خذي وتِيني إن كَذبتُكِ و اقطعي
سـأطيرُ في فَلَكِ السَّـماءِ مُغرِّداً
لو مـسَّ ظفرَكِ ذات يـومٍ إصبَعي
بالأمس ِجاء ليَ الفرزدقُ شاهداً
و أتى جريرٌ في رِكـاب الأصـمَعي
نظروا إلى قلبي فقالوا : عاشـقٌ
و كذا رأوكِ مقيمةً في مَـدمـعي
قد وقـعـوا أنِّي أحِـبُّـك صادقاً
فخُذي كتـابَ العارفين و وقِّعي