بدأ الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين، تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة. شنت قوات الاحتلال قصفًا جويًا مركزًا، بالتزامن مع عمليات اقتحام وتوغل بري مكثف لجميع أحياء المخيم، خاصة الشرقية والغربية منها، وفرضت حصارًا مشددًا عليه، وسط اندلاع مواجهات مسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال.

ومنذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي “المنزل والحديقة” وأصوات الانفجارات والاشتباكات والقصف لم يتوقف في جنين، وتعد هذه العملية الأكبر والأوسع منذ عملية السور الواقي التي نفذتها إسرائيل في مخيم جنين عام 2002. في حين أعلن الاحتلال أن العدوان البري والجوي على جنين سيتواصل.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على منازل المواطنين، عن استشهاد 7 فلسطينيين، فيما سجلت عشرات الإصابات، بينها 8 إصابات وصفت بالخطيرة، في ظل إمكانية ارتفاع أعداد الشهداء نظرًا لخطورة الإصابات التي تصل إلى المستشفيات الفلسطينية .

مئات المدرعات وجنود النخبة
العملية الإسرائيلية الواسعة في جنين، التي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم عملية “المنزل والحديقة”، بدأت مع الساعات الأولي لهذا اليوم بمشاركة نحو 200 مدرعة ومركبة وجرافة عسكرية، ونحو 1200 جندي إسرائيلي من عدة ألوية عسكرية واستخبارتية من بينها : “لواء الكوماندوز، لواء المظليين، قوات المستعربين، قوات اليمام”.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية “كان” إن إسرائيل أبلغت واشنطن بالعملية العسكرية في جنين، لكنها لم تذكر موعدًا محددًا للعملية نفسها، في الوقت الذي كان من المقرر أن يعقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، جلسة مداولات حول العملية في جنين بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وذكرت “كان” وفقًا لمصدر سياسي إسرائيلي أن “الهدف من العملية هو إنهاء وظيفة جنين كملجأ للإرهاب. والحديث عن عملية واسعة جرت المصادقة عليها من رئيس الحكومة ووزير الأمن منذ نحو أسبوع ونصف الأسبوع… وحاليا العملية تستهدف جنين”.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن القرار بتنفيذ عملية عسكرية في مخيم جنين اتُخذ قبل أسبوعين، ووفقا لتقديرات إسرائيلية فإن “العملية ستستغرق يومًا أو يومين كحد أقصى، وهذا متعلق بردة الفعل الفلسطينية”.

15 غارة إسرائيلية
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي ، أنه شرع “بتنفيذ سلسلة نشاطات عملياتية داخل مدينة جنين وفي مخيم جنين”، و نفذ 15 غارة جوية على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية منذ بداية العملية العسكرية .

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: “بدأنا النشاط العسكري باستهداف مقر قيادة وغرفة عمليات موحدة للفصائل تقع في قلب مخيم جنين تواجد في داخلها مسلحون وأسلحة”. وزعم الاحتلال أنه تمكن من تدمير معمل لإنتاج وتخزين عبوات ناسفة، ومصادرة معدات قتالية.

وأضاف: “نقوم بتركيز الجهود لإحباط نشاطات معادية في جنين من خلال استهداف بنى تحتية معادية وتنفيذ عمليات اعتقال لنشطاء واستهداف مقرات وغرف عمليات ومصادرة أسلحة وعبوات ناسفة”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن “القوات قامت باعتقال نشطاء وعثرت على عدد كبير من العبوات الناسفة، خططوا لإلقائها على قواتنا”.

وقال وزير جيش الاحتلال “يواف غالانت” إنه أوعز لقوات الجيش الإسرائيلي العاملة في جنين بالعمل بكامل الحرية. مضيفًا إن “العملية في جنين تسير كما هو مخطط لها، وتمكنا من تسجيل إنجازات كبيرة”. بحسب زعمه.