كمالُ النّهاياتِ ، دلالةُ التوفيقِ في البداياتِ..
فالخَواتيمُ المُشرقةُ إنّما تكونُ لِمَنْ { أسَّسَ بُنيانَه على التقوى } ..
النهّايةُ دوماً هي قصّتُك الحقيقيةُ ..
فمن أشرَقَتْ بدايتُه بإحكامِ أُصولِها ، أشرَقَتْ نهايتُهُ بالعُثورِ على مَحصولِها..
ولقدْ قالَها الصّالحون :
( قُرْبُ بَيتِكَ من اللهِ في الآخرةِ ، كَقُرْبِ قلبِك منه في الدّنيا ) ..
فاقتَربْ منه اليومَ ، حتّى لا يبقى بينَك وبينَه إلا قُربُ الآخرةِ..
اسعَ إليه سَعياً ، واذكرْ أنّك لو جِئتَه مشياً لآتاكَ هَرولةً..
" لأتاكَ "..
أوّاهُ لو تتَملّاها يا بُنيَّ ، لَطِرتَ إليهِ وطَويْتَ الرّوحَ في جَنبَيْه
وبلَّلْتَ قلبَك بدمعِ المُحبِّ..
وإنْ ذُقْتَ وصلاً به ، فَهِمْتَ لماذا بكى إبراهيمُ حتّى قال العَليُّ ﷻ ؛ { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ }..
يا بُنيَّ قد قيلَ :
( مأوى روحِك ما هَويْتَ ) .. فانظرْ باللهِ عليكَ ماذا عَشِقْتَ..
صَلِ له اليومَ بِهرولةِ القدومِ على الحَبيبِ..
صَلِ له مُتوضِئاً بالشّوقِ..
واعبُرْ من الفَرشِ المُسجّى تحتَكَ ماشياً ، وراكضاً ، ومُتعجِّلاً ..
وقلْ له { وعَجِلْتُ }..
إيّاكَ أن تَحبوَ ، إيّاكَ أن تتَعثّرَ ، ربّما تبدو لك كلُّ خَطوةٍ ولادةً عَسيرةً ..
لا بأسَ يا بُنيّ ، فبعدَها ستلهَثُ الجَداولُ في إثْرِكَ ..
وسيَغيضُ البَحرُ إذا قُورِنَ بِفَيْضِ المُنى عليكَ ..
كأنَّها جُودُ السّحائبِ مِن عليِّين إليك..