لاتحزن :
لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئاً..
رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟
مات والدك فحزنتَ ، فهل عاد حياً؟
خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر؟
لاتحزن :
إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَينْ..
وإن كنت لاتملك وسيلة نقل ، فسواك مبتور القدمين..
وإن كنت تشكو من آلام ، فالآخرون راقدون على أسرّة بيضاء من سنوات..
وإن فقدت ولداً ، فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد..
لاتحزن :
إن أذنبت فَتبْ ، وإن أسأت فأستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والغفران موجود ، والتوبة مقبولة بإذن الله..
لاتحزن :
لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفتْ ، والصحف طويتْ ، وكل أمرٍ مستقر..
فحزنك لايقدم للواقع شيئاً ولا يؤخر ، ولايزيد ولا ينقص..
لاتحزن :
فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك ، فلا تنفق أيامك في الحزن ، وتبذر لياليك في الهم ، وتوزع ساعاتك على الهموم ، ولاتسرف في إضاعةحياتك ، فإن الله لايحب المسرفين..
لاتحزن :
وأنت تملك الدعاء ، وتجيد الإنطراح على عتبات الربوبية ، وتحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك ، ومعك الثلث الأخير من الليل ، ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود..
لاتحزن :
فأنت تشرب الماء..
وتستنشق الهواء الطلق..
وتمشي على قدميك معافى..
وتنام ليلك وأنت آمن..
فالحمد لله رب العالمين..