غريبٌ أنت حينما تفعل ما لا تريد ، أو تعيش حيث لا تشاء
أو ترافق من لا تريد..
غريبٌ أنت حينما تغادر ساحات إنسانيتك وتفعل ما تفعل كرد فعل لا كفعل ، وتعمل ما لا تحب..
غريب أنت حينما تقودك كلمات الغير ، وخيارات الغير
وحياة الغير..
غريبٌ أنت حينما تهاجر ذاتك لتستقر حيث تجهل..
وحينما لا تدرك من أنت وما تريد..
وحينما تكون أيامك عدد لا غير..
وتقدمك بعدد أيامك لا بغيرها..
غريبٌ أنت حينما تكون خطواتك بلا هدف..
وأنفاسك بلا حياة ..
وحياتك بلا ضمير..
غريبٌ أنت حينما لا تدرك طريقك..
وتبدد رصيدك من لحظات الحياة بطرق غيرك ، أو حتى بطرق تجهلها..
غريبٌ أنت حينما تغادر ما تحب..
وتفارق من تحب..
وترافق من لا تحب..
وتفتقر إلى الحب..
غريبٌ أنت حينما تعتقد أن الفقر قدر ، والظروف قدر
والإرتقاء قدر ، والذكاء والغباء قدر..
غريبٌ أنت حينما تفشل فتتقبل الفشل
فمما هو أخطر من الهزيمة ، هو أخلاقية الهزيمة ، وبداية الهزيمة هو التأقلم من أجل البقاء..
غريبٌ أنت حينما تعتقد أن السباحة مع التيار أسلم ،
فترافق الأسماك الميتة..
أو السير بجنب الحيط أفضل ، فتبقى مغطى بظل حائط
لا ترى ولا تُرى..
وغريبٌ أنت حينما تعتقد أن التعلم مرتبط بالمدارس
أو باعمار طلبتها فحسب..
فالحياة مدرسة لا تتوقف دروسها..
وغريبٌ أنت حينما تغادر عفويتك وترتدي ثوب مهنتك
أو موقعك أو منصبك ، فتقتل الطفل الذي بداخلك ،
وتبقى حياً على قيد الموت..
فلا تتقبل أن تستمر غربتك..
فلا أجمل من أن تكون حيث تريد وكيفما تريد ومع من تريد..
فالغربة ليست مسافات تفصلنا عن الأوطان ، بل حواجز وسدود تقف بيننا وبين الذات..