الطب والهندسة" عقدة المجتمع

دائماً ما يحاول الأهل تنشئة أبنائهم على هدف واحد من المراحل التعليمية، وهو الالتحاق بكليات القمة كالطب والهندسة. وكأنه لا يوجد مجال آخر يمكن أن يظهروا من خلاله ويخدموا مجتمعهم به غير هذا، مع العلم أن الجميع لا يستطيع الالتحاق بهذه الكليات فيصبحون "الفاشلون"؛ فهم لم يستطيعوا تحقيق هدفهم وآمال آبائهم.. ويظل لديه عقدة "الطب" التي يزرعها في ابنه ويتمنى أن يحقق ابنه ما لم يستطع تحقيقه.. والآن نوجه بعض الأسئلة للأهالي: لو ابنك بارع في كرة القدم هل ستشجعه على أن يصبح لاعب كرة؟ وإذا وجدتي ابنتك تميل إلى الرسم أو الكتابة هل ستشجعينها؟

تقول السيدة إيمان، 45 سنة: أولاً لا يوجد مستقبل للاعبي الكرة، كي يضمن الأمان عليه أن يدخل كلية يستطيع أن يحصل من خلالها على وظيفة تشعره بالأمان، أما كرة القدم "والكلام الفاضي ده" مع الوقت مش هيأكله عيش لأنه هيكبر وهيرموه.

أما عن السيدة كريمة كمال، 49 سنة، فتقول: أنا أتمنى كثيراً أن تستطيع ابنتى تحقيق ما كنت أتمنى أن أحققه في حياتي، لن أقف في طريقها لكن سأحاول اقناعها والإلتزام بمهن تأتي بالاستقرار، ويمكنها أن تكتب أو ترسم كما تشاء لكن كهواية وليست مهنة".

اختلفت السيدة منى غازي، 30 سنة، عن السابقات في آرائهن فقالت: إذا كان ابني موهوب في شىء معين فسأدعمه كي ينفرد به، فهذه نعمة الله كرمه بها ولابد أن يستغلها".

ويقول السيد أحمد عبدون، سنة 48: أنا لن أقرر عن ابني أبدًا، فواجبي فقط أن أوضح له الطرق المختلفة وهو يختار ولو احتاج المساعدة فأنا موجود دعماً له".

ويقول محمد عادل إبراهيم، 32 سنة: أنا أتمنى أن يدخل كلية الهندسة كي يعمل في شركة المقاولات التي تركها لنا والدي".

ويعقب الدكتور "علي ليلة" الأستاذ بعلم النفس الاجتماعي، قائلا:

فعلاً المجتمع لديه الاهتمام بكليات القمة أكثر من باقي الكليات؛ والسبب في ذلك تمني الأهالي من أبنائهم أن يحققوا مالم يستطيعوا تحقيقه وكي يفتخرون أمام المجتمع بأبنائهم. على الرغم من أن المشاهير هم لاعبو كرة وأدباء. على المجتمع البدء في النظر للتعليم ليس كأنه وسيلة للحصول على وظيفة بل وسيلة للارتقاء بالبلاد وتحقيق الذات بغض النظر عن الطريقة التي ستظهر بها للمجتمع".

مشكور ابو احمد على مجهودك الطيب

يعطيك الف عافيه وسلمت يداك

.

شكرا لمرورك العراب
ربنا يزيدك عافيه
لك تقديري واحترامي

$$$