حضنا الله ورسوله على المبادرة بالتوبة مخافة فوات أوانها لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له. فبادروا بالتوبة النصوح وتحروا أركانها وشروطها، فلا توبة إلا بالندم والإقلاع والعزم على عدم العودة ولا توبة إلا بصلاح الحال والتخلص من المظالم وإبراء الذمة من حقوق الغير.
1/ الحض على المبادرة بالتوبة مخافة فوات أوانها.
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اَللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمُ أَنْ يُّكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اَلاَنْهَـرُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اِللَّهُ النَّبِيءَ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـنِهِمْ. التحريم 8.
قال الله عز وجل: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَّاتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَّاتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ. الأعراف 97-89.
عبد الله بن عمر: إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ. ت.ة.ح.
قال الله تعالى: اِِنَّمَا اَلتَّوْبَةُ عَلَى اَللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسُّوءَ بِجَهَـلَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ. فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. النساء 17.
معاوية بن أبي سفيان: لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. د.ح.مي.ب.
2/ شروط التوبة النصوح وعلاماتها.
الندم على ما مضى.
قال الله: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ. التوبة 102.
عبد الله بن مسعود: النَّدَمُ تَوْبَةٌ. ة.ح.ب.
عائشة: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: يَعَائِشَةُ إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنَ الذَّنْبِ النَّدَمُ وَالاِسْتِغْفَارُ. ح.
عقبة بن عامر: قُُلْتُ يَرَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ. ت.ح.
الإقلاع عن الذنب فلا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار.
قال الله سبحانه: وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. آل عمران 135.
أنس بن مالك: إنَّ اللهَ حَجَبَ التوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ. ط.
كراهية الذنب وأهله والعزم على عدم العودة.
أنس بن مالك: ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ. متفق عليه.
أبو سعيد الخدري: انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. متفق عليه.
أبو هريرة: كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ يَفُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ. متفق عليه.
حسن الحال بعد التوبة.
قال الله عز وجل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـلِحًا ثُمَّ اهْتَدَى. طه 82.
التحلل من المظالم وإصلاح المفاسد.
أبو هريرة: مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ. خ.ت.ح.ب.
قال الله تعالى: اِنَّ اَلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ اَلْبَيِّنَـتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّـهُ لِلنَّاسِ فِي اِلْكِتَـبِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّـعِنُونَ إِلَّا اَلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا اَلتَّوَّابُ الرَّحِيمُ. البقرة 159-160.