المقصد والهدف من إثارة موضوع التعدد في الزواج بأربع إنما هو للفت الانتباه إلى ضرورة عدم الخلط والمقارنة بين الزواج في المجتمعات الا إسلامية الكافرة وبين الزواج في مجتمعاتنا المسلمة.
ووددت أن يكون الكلام صحيحاً في استقلالية الرأي والمُعتقد عند المسلمين بشأن الزوجة الواحدة بالذات، وكم كنت أتمنى ان يكون مفهوم الزوجة الواحدة هو مفهوم إسلامي صرف عند المسلمين، وان يكون توجه المسلمين نحو الزوجة الواحدة من منطلق قناعة لا من منطلق تأثير الغرب والدعاية الغربية المُناهضة والمعادية للإسلام والتي تتخذ من مفهوم التعدد في الزوجات الأربع وسيلة لمحاربة الإسلام والمسلمين.
إخوتي الكرام
إن قضية التعدد في الزواج من أربع نساء هي قضية مصيرية وحاسمة، وهي سلاح الا إسلاميين الوحيد في مهاجمة دين الإسلام، وبالتالي فهي طريقنا الوحيد كمسلمين لمواجهة التحديات نحو الحرية والكرامة الإنسانية وإثبات جدارتنا كمسلمين بالحياة وفي اختيارنا للنهج الصحيح في الزواج بمجتمعاتنا الإسلامية.
وكما قلت وأقول وأردد بأن الا إسلاميين هُم أول من شرَّع بمحاربة التعدد لا لشيء سوى لمحاربة المسلمين لا أكثر ولا أقل، بمعنى آخر هُم من بدأ المعركة بهذا الخصوص وليس نحن كمسلمين.
فكل من يُدافع عن الزوجة الواحدة كخيار وحيد للمجتمع، ويضع قيود مستعصية وتفسيرات مغلوطة بخصوص الزواج بأربع الهدف الوحيد منها هو محاربة التعدد، لا لشيء سوى لإرضاء الا إسلاميين فقط، يكون قد أضل الطريق ودخل في المحرمات والعياذ بالله.
وكما قلت سابقاً أنَّ القبول بالزوجة الواحدة ورفض التعدد لا ينجح إلا بوجود المفاسد كدور الدعارة واللهو المُحرم، والدليل هو عدم وجود بيوت الدعارة واللهو المُحرم في بلدان تُرغِب وتُشجع على التعدد في الزواج بأربع كنوع من محاربة المفاسد.
إذا حدث وإن نشرنا وشجعنا وجعلنا مفهوم التعدد هو الرائج والشائع، ومفهوم الزوجة الواحدة هو الإستثناء والمحدد، نكون قد وضعنا حد ونهاية للفساد بالأرض والمُتمثل بدور الدعارة واللهو المُحرم، وكان للإسلام والمسلمين النصر المؤزر على الفساد والشر في هذا الزمان بإذن الله.
إن قضية الزوجات الأربع إنما هي قضية شعب وأمة وتاريخ وحضارة، وهي قضية مصيرية، إن رفضنا التعدد سرنا وراء الا إسلاميين نحو الهاوية، وإن رضينا بالتعدد في الزوجات الأربع وشجعناه ورضينا بهِ إسلوب حياة أنقذنا العالم من الفساد، وكان لنا الثواب في الدُنيا والآخرة.
الزواج هو قضية مجتمع لا قضية فردية أو شخصية، وطريقة الزواج هي التي تحدد مسار المجتمع، إما نحو الهاوية أو نحو الفلاح، ونساء المسلمين هُم المُستهدفين في هذا الشأن.
فصلاح نساء المسلمين وقبولهُم بالتعدد في الزواج لأربع فيهِ صلاح للأمة الإسلامية وللعالم أجمع.
والله من وراء القصد
محمد "محمد سليم" الكاظمي