خلال فصل الشتاء يمارس الكثير من سكان العاصمة الكازاخية "أستانة" هواية الغطس في المياه الباردة، مؤكدين انها تحسن من الحالة الصحية كما انها تبعدهم عن الامراض.استانة التي تعد من أبرد مدن العالم والتي يمر بها نهر أسيل، تشهر ممارسة الكثير من سكان المدينة لتلك الهواية في فصل الشتاء، حيث ينشئون فتحات في سطح النهر المتجمد، يغطسون عبرها في المياه الباردة جداً في درجة حرارة تصل إلى 40 درجة تحت الصفر.
كما ان نادي "الفقمات" يجمع محبي هواية الغطس في الماء البارد، والذي يجذب كل عام المزيد من الاعضاء الجدد، حيث ينظم فعاليات الغطس في الماء ويحفر أماكن في الجليد الذي يغطي النهر ليتمكن الأعضاء من الغطس.
ويبدأ الأعضاء أولاً بالركض على حافة النهر من أجل الإحماء، كما يقدم لهم النادي مشروبات الأعشاب الساخنة ذات الفوائد الصحية، وينقل أعضاء النادي المخضرمون خبراتهم إلى الأعضاء الجدد، ويقول أعضاء النادي ان دخول الماء البارد بشكل منتظم ينظم الدورة الدموية، ويقوي نظام المناعة للشخص.
وقال أسكر بيرييف، العضو في النادي منذ 5 سنوات، انه قبل أن يبدأ ممارسة الغطس في الماء البارد كان يصب الماء البارد على جسده لتقويته، إلا أنه لم يجد هذا كافياً لهذا اتجه إلى الغطس في مياه النهر المتجمد.
وأشار بيرييف إلى عدد من التغيرات التي شهدها جسده بعد بدء ممارسته الغطس في المياه الباردة قائلاً: "زال عني الخمول الدائم والإرهاق الذي كان يلازمني، كما انني لم أصب بالإنفلونزا منذ أن بدأت هذه الممارسة".
ولفت بيرييف إلى أن أعمار من يغطسون في الماء البارد تتراوح بين 4 أعوام و77 عاماً، مضيفاً: "عضو النادي الذي يبلغ من العمر 77 عاماً يركض وسط الثلوج من دون حذاء، ويمكنه البقاء بين 5 و10 دقائق في الماء البارد في حين نبقى نحن في الماء البارد عدة ثوانٍ فقط".
ويمارس أعضاء النادي هوايتهم في درجة حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، كما أشار بيرييف.
بدورها انضمت سفيتلانا بوريشينكو (53 عاماً) إلى النادي قبل 7 سنوات، وتقول انها شعرت بالخوف عندما قفزت للمرة الأولى في الماء البارد، إلا أن هذا الخوف تحوّل مع الزمن إلى متعة، حتى انها لم تكن ترغب في انتهاء فصل الشتاء.
وأشارت بوريشينكو إلى أن الماء البارد يكون له تأثير مخدّر على جسمها، مضيفة أنها تتمدد على الثلج، وتركض بعد الخروج من الماء البارد. كما أكدت انها لم تتعرّض للمرض منذ بدأت ممارسة الغطس في الماء البارد.