ليتها ترجع
دخلت المنزل فوجدت تلك الشقراء بالعين السماوية الزرقاء جالسة تناظر فيني. ذهلت بها و بجمالها و لكن سرعان ما تساءلت, ما الذي احضرها هنا؟ كيف دخلت؟ من هذه؟! و لكنها سرعان ما أحست بي ونطقت شفتاها الورديات: أنا ابنة عمك عبدالله , اسمي علياء. وابتسمت بوجهها البريء الطفولي.
نعم! تذكرت عمي علي رحمه الله وان له ابنة لم ارها من قبل وامرأته كانت انجليزية , يا رباه ما اجملها و نسيت ان اعرفها بنفسي من شدة انذهالي بها. نطقت بصوت رجولي هز اركان الغرفة: انا هزاع ابن عمك. نظرت الي وقالت : توقعت ذلك لانك تشبهه كثيرا و قاطعها ابي بقوله: جيد انكم سهلتوا علي تعارفكم ببعض, والتفت ذاهبا الى حجرته, لا! الى اين تذهب وتتركني مع هذه الفتاة! من هي ؟ ولماذا اتت؟ وسرعان ما بدأ رأسي يوجعني من الافكار التي بدأت تأتي و تذهب, فقلت بسرعة: الى اين ! اجلس معنا فكلانا نريد معرفة مايجري.جلس جنب علياء و ناداني لأجلس جنبه فقعد كالفاصل بيننا و قال لنا حكاية مريرة خبأتها الايام والسنين و توجع قلبي بمعرفة هذه القصة وكيف اني لم اكن بعلم بها. اوصاني ابي على علياء و ذهب. جلست معها انشدها عن أخبارها و احوالها .
طالت مدة جلوس علياء عندنا وكنت احاول ان اعاملها كأخت ولكن اكتشفت اني احبها, بل اعشقها و لايمكن ان ادعها تفارق عيني ولم أرض بأن يتعرض لها احد. في يوم ما كنت جالس في حديقة المنزل سارح في خيال حبيبة قلبي فإذ يأتي ابي و اعلمني بخبر نزل علي كالصاعقة! لم اصدق ما قال, يريدني ان اتزوج من تمنيتها لي! حبيبتي علياء! انا موافق يا أبي, ومرت ايام العرس بخير و كنت عائش معها اجمل عيشة حتى يوم واحد رأيت ابنة خالتي ميثاء , احسست بشعور غريب واردت ان اجلس معها دائما, و كنت دائما اذهب لها وتعجبت من هذا الشعور وكانت علياء تحزن ولكني لم اعرها أي اهتمام. احببت ميثاء وتزوجتها على حبيبتي علياء, حزنت علياء و طلبت الطلاق ولكن رفضت و ميثاء كانت بأشد الفرحه فكل ما تمنته منذ كنت صغير ان تتزوجني و ها قد حصل, انجبت علياء ولد اسميناه احمد و كنت احبه حبا جنونيا.
في يوم ما كنت راجع من السوق مع ميثاء و شاهدت حادث شنيع, اوجعني قلبي و تأسفت لمن بداخل السيارة و لم افكر بالذهاب والمساعده. وصلت البيت و ما ان ادخلت رجلي حتى رأيت رقم غريب على شاشة الهاتف, جاوبت و سمعت اسوأ خبر في حياتي! تمنيت ان اموت و ان لا اسمعه, تمنيت ان يكون المتصل كاذب, تمنيت و ندمت ولكن هذا كله لا ينفع, لقد ذهبت عني حبيبتي علياء و ابني معها في الحادث الذي مررت بقربه ولم افكر بالمساعده! انهم تحت رحمة الله, كم تمنيت ان ارى ابني يتربى امام عيني, من يعوضني عنهما, فلم احبب احد غيرهم كثر ما احببتهم. وحزنت و بكيت و تألمت و واستني زوجتي الثانية ولكنني فهمتها ان حبي سيبقى للأولى مهما حصل.
كانت ميثاء نائمة و تهمهم, و ما ان ركزت في كلامها حتى عرفت انها تريد فك السحر الذي وضعته لي لاحبها! انصدمت! كيف لها بأن تفعل ذلك بي, هذا السبب الذي جعلني احبها و اتزوجها! ولكنه لم يكن حبا, ندمت كيف اني فرطت في حبيبتي علياء و ملت لهذه , لو لم تكن هنا لما ماتت علياء, انتظرت عليها حتى انجبت فتاة جميلة اسميتها علياء, وأخذت ابنتي منها و طلقتها بعد ان تم فك السحر, لكن علياء ستبقى في ذاكرتي و خيالي و لن أحب احد كثر ما احببتها مهما حصل.