صناعة الأحجار من صدر الجبال الفلسطينية..
تعتبر جبال وتلال فلسطين مصدراً هاماً في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، حيث أنها تحتوي على كميات كبيرة من الأحجار والرخام المميزة، كذلك تعتبر ثروة وموارد طبيعية حيث ذهب البعض لوصفها بالذهب الأبيض، كيف لا ومن خلال هذه الأحجار صنع أشهر المعالم الدينية والتاريخية حتى يومنا هذا وهما المسجد الأقصى المبارك، وكنسية المهد، والحرم الإبراهيمي.
لذا تتمتع صناعة الأحجار والرخام في فلسطينة بأهمية بالغة، وذلك لأن أرض فلسطين بلاد مقدسة وصاحبة الرسالات السماوية الثلاثة، وبالتالي فإن الحجر المستخرج من الجبال والتلال يعتبر ذا قيمة هامة باعتباره حجر مقدس.
ولعل اللافت أن نسبة عالية من البيوت الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية والمثلث.. مبنية من الحجر الطبيعي الفلسطيني، وبعضها يعود إلى عشرات العقود ولم تزل حتى يومنا هذا شامخة شموخ الجبال التي انشئ منها الحجر. كذلك بعض الطرقات خاصة في البلدات القديمة لحتى يومنا هذا مبينه من الصخور الطبيعية ولم يزل بعضها منذ مئات السنين على حاله.. يحمل عبق الماضي وأصالة التراث.
وأكثر ما تشتهر بتلك الصناعة مدن وسط فلسطين، حيث تمتاز بالجبال والتلال، ولعل اللافت أن تلك الأحجار تقاوم مياه الأمطار وتعطي حرارة ودفء بالشتاء وبرودة بالصيف، كذلك تحتفط بدرجات ألوانها مئات السنين، خاصة لونها الأبيض. أو البني الفاتح.
لذا اكتسب الشعب الفلسطيني سمعة عالية في تقطيع الأحجار خاصة منتصف القرن المنصرم، وذلك بعد ادخال الآلات والمناشير في تلك الصناعة، حتى أصبحت تنتج فلسطين سنوياً ما يقارب بنحو 1.8 مليون طن.
وبرغم أن العدو الصهيوني يقف عائقاً وعثرة في وجه تصدير تلك الصناعات من الأحجار والرخام إلى دول العالم.. إلا أن الإرادة الفلسطينية والحجر الفلسطيني الذي تغلب على العدو الصهيوني في الانتفاضة الأولى سينتصر طال الزمان أم قصر.