أمشي وأنا أترنح في المشي كالسكير،أمشي ولا أدري إلى أي طريق تأخذني قدماي ،
وقلبي مثقل بالهموم والأحزان ،وكأنه قد وضع عليه جبل الطور،آه أيتها الحياة!
ما أقساك وما أقسى العيش فيك،لا يوجد شباب في مثل عمري ،عاطلون عن العمل
وفي نفس الوقت يحملون هم أخواتهم اللاتي لم يتزوجن بعد،أم تلك الحبيبة التي خدعتني
وسرقت قلبي،وأرتني كم أنا غبي عندما صدقتها،وأعطيتها كل عمري واهتمامي، أم أمي
الطيبة طريحة الفراش دائما،بسبب الشلل الذي لم يجعلها تهنأ في حياتها،ليس لي حل
سوى التفكير في الإنتحار،لا لست من هذا النوع الذي يفكر في الإنتحار وجب علي الصبر.
آه ما أجمل القمر في وسط السماء المظلمة!،أخبرني يا صديقي ماذا أفعل؟
لقد تعبت وأشعر بأن الألم يعصر قلبي.
تبسم القمر قائلا:يا صديقي ما الحياة إلا بحر تهيج تارة بأمواج عاتية،وتهدأ تارة بهدوء
عجيب،والبشر فيها هم السباحون،فعليك أن تكون سباحا ماهرا يتقن السباحة مع
التيار،وغطاسا عبقريا يجيد الغطس فيها ليأخذ من صدفاتها وكل جميل فيها،وامضي في
الحياة أيا صاحبي بكل قوة ،واجعل الصبر حبلا تتمسك به جيدا،والتفاؤل منارة لك في
حياتك،وإياك ثم إياك أن تقنط من روح الله،كن في هذه الحياة كالمصارع، فتصارعها إما
أن تغلبها وإما أن تغلبك.
هيا يا صديقي مالي أراك شاحبا وجهك كورقة الشجر البالية،ومالي أراك ضعيفاو كأنك
فقدت كل شيء في هذه الحياة،توكل عل الله يا صديقي وابدأ من جديد.