الاحدب ورغيف الخبز

[size=32]الأحدب ورغيف الخبز
@@@@@@@

في قصص رموز العبرة والعظة ، أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي فقير يمر فيأخذه .

وفي كل يوم كان يمر رجل فقير أحدب الظهر فيأخذ الرغيف ويقول بصوت مرتفع :

((الشر الذي تقدمه يبقى معك ، والخير الذي تقدمه يعود إليك))

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويتكلم بنفس الكلمات : ((الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك))

بعد فترة من مرور الأيام ، والأحدب على هذا الحال ، بدأت المرأة تشعر بالضيق والضجر من هذا الأحدب الذي يأخذ الرغيف ولا يشكر من وضعه ، أو حتى يدعو لهم دعوة . وأخذت تحدث نفسها قائلة : ((كل يوم يمر من هنا هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد))؟؟ .

و في يوم ما من الأيام ، لما أعياها السؤال ، ولم تصل فيه إلى جواب ، أضمرت في نفسها أمرا ، وقررت في قلبها شرا : ((سوف أتخلص من هذا الأحدب)) ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكنها بدأت يداها في الارتجاف ، وهي تقول لنفسها : ((أعوذ بالله ما هذا الذي أفعله))؟؟ ووجدت نفسها تلقي بالرغيف فورا ليحترق في نار الفرن ، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة كعادتها .

وجاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يرفع عقيرته ويقول : ((الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك)) !! ثم ينصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة وقلبها من هذه العبارة الغامضة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولسنوات عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته إليها سالما.

في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم طُـُرق بابُ البيت مساء وحينما فتحته وجدت ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال لها : إن وجودي الآن أمامك لهو معجزة كبرى ، فعلى مسافة أميال من هنا كنت سأهلك ، لقد كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء الشديد لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا أنه قد مر بي رجل أحدب فرجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كاملا فالتهمته ، وبينما أنا آكل الرغيف أخبرني ذاك الأحدب : أن هذا هو طعامه كل يوم ، واليوم يعطيه لي لأن حاجتي إليه اكبر كثيرا من حاجته هو .

وبمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام ، انهارت ، وشحبت وظهر الرعب على وجهها فاتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا!! فلو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله وفقد حياته!!!
وفي تلك اللحظة فقط أدركت المرأة معنى كلام الأحدب الذي يرفع به صوته كل يوم :

((الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك)) !![/size]

» الخبز المحروق
» الخبز المحروق
» الخبز بالزيتون
» الخبز الريفي
» الخبز التركي